[ ص: 209 ] ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات
929 - أخبرنا قال : حدثنا الفضل بن الحباب عن أبو الوليد عن شعبة ، أخبرني ، قال : سمعت عمرو بن مرة يقول : سمعت رجلا من أبا بردة جهينة يقال له : الأغر ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يحدث ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : ابن عمر يا أيها الناس ، توبوا إلى ربكم ، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة .
قال رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه وسلم : توبوا إلى ربكم يريد به : استغفروا ربكم . وكذلك قوله : فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة ، وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقصيره في الطاعات التي وظفها على نفسه ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان من أخلاقه إذا [ ص: 210 ] عمل خيرا أن يثبته فيدوم عليه ، فربما اشتغل في بعض الأوقات عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر ، مثل اشتغاله بوفد أبو حاتم بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر ، فلما صلى العصر أعادهما ، فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم للتقصير في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا .