ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رؤية المؤمنين ربهم في المعاد إنما هي بقلوبهم دون أبصارهم
7445 - أخبرنا حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال : أبي هريرة
[ ص: 479 ] قال : ويلقاه الآخر ، فيقول : أي فل ألم أخلقك ؟ ألم أجعلك سميعا بصيرا ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ؟ ألم أسودك وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : فماذا أعددت لي ؟ فيقول : آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصدقت وصليت وصمت ، فيقول : فها هنا إذا ، ثم يقول : ألا نبعث عليك ؟ قال : فيفكر في نفسه من هذا الذي يشهد علي ؟ قال : وذلك المنافق الذي يغضب الله عليه ، وذلك ليعذر من نفسه فيختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي . فتنطق فخذه وعظامه وعصبه بما كان يعمل .
ثم ينادي مناد ، ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد ، فيتبع عبدة الصليب الصليب ، وعبدة النار النار ، وعبدة الأوثان الأوثان ، وعبدة الشيطان الشيطان ، ويتبع كل طاغية طاغيتها إلى جهنم ، ونبقى أيها المؤمنون ، ونحن المؤمنون فيأتينا ربنا تبارك وتعالى ، ونحن قيام ، فيقول : علام هؤلاء قيام ؟ فنقول : نحن عباد الله [ ص: 480 ] المؤمنون آمنا به ، ولم نشرك به شيئا وهذا مقامنا ، ولن نبرح حتى يأتينا ربنا ، وهو ربنا وهو يثبتنا ، فيقول : وهل تعرفونه ؟ فنقول : سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه ، قال سفيان : وهاهنا كلمة لا أقولها لكم ، قال : فننطلق حتى نأتي الجسر وعليه خطاطيف من نار تخطف الناس ، وعندها حلت الشفاعة ، اللهم سلم سلم ، اللهم سلم سلم ، اللهم سلم سلم ، فإذا جاوز الجسر ، فكل من أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله ، فكل خزنة الجنة تدعوه : يا عبد الله ، يا مسلم هذا خير فتعال يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال ، فقال وهو إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك عبد لا توى عليه ، يدع بابا ويلج من آخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ومسح منكبيه : إني لأرجو أن تكون منهم أبو بكر قال ناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس في يوم صائف ، والسماء مصحية غير متغيمة ليس فيها سحابة ؟ قالوا : لا ، قال : فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ، والسماء مصحية غير متغيمة ليس فيها سحابة ؟ قالوا : لا ، قال : فوالذي نفسي بيده ، كذلك لا تضارون في رؤية ربكم يوم القيامة ، كما لا تضارون في رؤية واحد منهما يلقى العبد ربه يوم القيامة ، فيقول الله جل وعلا : أي فل ألم أخلقك ؟ ألم أجعلك سميعا بصيرا ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ؟ ألم أسودك وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى أي رب ، فيقول : فظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : اليوم أنساك كما نسيتني . .