ذكر رضوان الله عليه أسعد بن زرارة بن عدس
7012 - أخبرنا حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن يحيى بن سليم ابن خثيم عن ، [ ص: 475 ] عن أبي الزبير ، جابر بن عبد الله الموسم ومجنة وعكاظ ، [ و ] في منازلهم [ بمنى ] ، يقول : من يؤويني ، وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي ، وله الجنة ؟ فلا يجد صلى الله عليه وسلم أحدا ينصره ولا يؤويه ، حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه فيقولون له : احذر غلام قريش لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله فيشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله له من يثرب ، فيأتيه الرجل فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله ، فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام . فائتمرنا واجتمعنا ، فقلنا : حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدنا شعب العقبة ، فقال عمه : يا العباس أهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر في وجوهنا ، قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم ، هؤلاء أحداث ، فقلنا : يا رسول الله ، على ما نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله ، لا يأخذكم في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت [ ص: 476 ] عليكم ، وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، فلكم الجنة ، فقمنا نبايعه فأخذ بيده وهو أصغر السبعين إلا أنا قال : رويدا يا أسعد بن زرارة أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم ، وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة ، فخذوه وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة ، فذروه فهو أعذر عند الله ، قالوا : يا أسعد ، أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ، ولا نستقيلها ، قال : فقمنا إليه رجل رجل ، فأخذ علينا شريطة ، وضمن على ذلك الجنة العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم في .
قال : مات أبو حاتم أسعد بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة [ ص: 477 ] بأيام والمسلمون يبنون المسجد .