ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما يشفع في القيامة ، عند عجز الأنبياء عنها في ذلك اليوم
6464 - أخبرنا قال : حدثنا الحسن بن سفيان الشيباني محمد بن عبيد بن حساب ، ، والفضيل بن الحسين الجحدري وعبد الواحد بن غياث ، قالوا : حدثنا عن أبو عوانة عن قتادة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك آدم ، فيقولون : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، [ ص: 378 ] فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فيقول : لست هناكم ، فيذكر خطيئته التي أصابها ، فيستحيي من ربه منها ، ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله ، فيأتونه ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحيي ربه منها ، ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا . قال : فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ، ولكن ائتوا موسى الذي خلقه الله وأعطاه التوراة ، قال : فيأتون موسى ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته ، فيستحيي ربه منها ، ولكن ائتوا عيسى ، فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر . قال : فيأتوني ، فأستأذن على ربي ، فيأذن لي ، فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال : ارفع محمد ، وقل تسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، قال : فأرفع رأسي ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة ، ثم أعود ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال : ارفع محمد ، وقل تسمع ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، وأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة ، ثم أضع رأسي ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، [ ص: 379 ] ثم يقال لي : ارفع رأسك ، وقل تسمع ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة .
قال : فلا أدري قال في الثالثة أو الرابعة ، فأقول : يا رب ، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، أو وجب عليه الخلود أبو عوانة يجمع الناس يوم القيامة ، فيلهمون لذلك ، فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا كي يريحنا من مكاننا . قال : فيأتون .
[ ص: 380 ] قال رضي الله عنه : هكذا أخبرنا أبو حاتم ، ولكن ائتوا الحسن بن سفيان موسى الذي خلقه الله ، وإنما هو : الذي كلمه الله .