ذكر تفضل الله جل وعلا على من هم بحسنة بكتبها له ، وإن لم يعملها ، وبكتبه عشرة أمثالها إذا عملها
383 - أخبرنا قال : حدثنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي ، عن عبد العزيز بن محمد عن العلاء أبيه عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تبارك وتعالى : أبي هريرة إذا هم عبدي بالحسنة فلم يعملها ، كتبتها له حسنة ، فإن عملها ، كتبتها له عشر حسنات ، وإن هم عبدي بسيئة ولم يعملها ، لم أكتبها عليه ، فإن عملها ، كتبتها واحدة " .
[ ص: 107 ] قال - رضي الله عنه - : قوله جل وعلا : " إذا هم عبدي " أراد به إذا عزم ، فسمى العزم هما ؛ لأن العزم نهاية الهم ، والعرب في لغتها تطلق اسم البداءة على النهاية ، واسم النهاية على البداءة ؛ لأن الهم لا يكتب على المرء ؛ لأنه خاطر لا حكم له ، ويحتمل أن يكون الله يكتب لمن هم بالحسنة الحسنة ، وإن لم يعزم عليه ولا عمله لفضل الإسلام ، فتوفيق الله العبد للإسلام فضل تفضل به عليه ، وكتبته ما هم به من الحسنات ولما يعملها فضل ، وكتبته ما هم به من السيئات ولما يعملها لو كتبها ، لكان عدلا ، وفضله قد سبق عدله ، كما أن رحمته سبقت غضبه ، فمن فضله ورحمته ما لم يكتب على صبيان المسلمين ما يعملون من سيئة قبل البلوغ ، وكتب لهم ما يعملونه من حسنة ، كذلك هذا ولا فرق . أبو حاتم