ذكر البيان بأن نسخ الكلام في الصلاة إنما نسخ منه ما كان منه من مخاطبة الآدميين دون مخاطبة العبد ربه فيها
2247 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثني الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني هلال بن أبي ميمونة قال : حدثنا عطاء بن يسار معاوية بن الحكم السلمي ، قال :
[ ص: 23 ] قلت : ورجالا منا يأتون الكهنة ؟ قال : فلا تأتوهم .
قلت : ورجالا منا يخطون ؟ قال : قد كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه فذاك .
قال : ثم بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فحدقني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أماه ، ما لكم تنظرون إلي ؟ قال : فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم ، قال : فلما رأيتهم يسكتوني سكت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني ، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، والله ما ضربني ، ولا كهرني ، ولا سبني ، ولكن قال صلى الله عليه وسلم : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن .
قال : وأطلقت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ، وأغضب كما يغضبون ، فصككتها صكة ، فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظم علي ، فقلت : يا رسول الله ، لو أعلم أنها مؤمنة لأعتقتها ، قال صلى الله عليه وسلم : ائتني بها ، فجئت بها ، فقال : أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال : من [ ص: 24 ] أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : إنها مؤمنة ، فأعتقها قلت : يا رسول الله ، إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام ، وإن رجالا منا يتطيرون ، قال : ذلك شيء يجدونه في صدورهم ، ولا يضرهم . .