[ ص: 487 ] ذكر خبر يعارض في الظاهر خبر الذي ذكرناه أبي وائل
2119 - أخبرنا قال : حدثنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا شبابة عن شعبة نعيم بن أبي هند عن عن أبي وائل عن مسروق عائشة ، قالت : قاعدا أبي بكر صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف .
قال رضي الله عنه : خالف أبو حاتم نعيم بن أبي هند في متن هذا الخبر ، فجعل عاصم بن أبي النجود عاصم مأموما ، وجعل أبا بكر نعيم بن أبي هند إماما ، وهما ثقتان حافظان متقنان ، فكيف يجوز أن يجعل خبر أحدهما ناسخا لأمر [ ص: 488 ] متقدم ، وقد عارضه في الظاهر مثله ؟ أبا بكر
ونحن نقول بمشيئة الله وتوفيقه : إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شيء منها يعارض الآخر ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته صلاتين في المسجد جماعة ؛ لا صلاة واحدة ، في إحداهما كان مأموما وفي الأخرى كان إماما ؛ والدليل على أنهما كانا صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عن عبيد الله بن عبد الله عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين - يريد أحدهما والآخر العباس - وفي خبر عليا عن مسروق عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة ، فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة .