الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 161 ] ذكر البيان بأن هذا الكلام الأخير فانتهى الناس

                                                                                                                          عن القراءة واتعظ المسلمون بذلك ، إنما هو

                                                                                                                          قول الزهري لا من كلام أبي هريرة .

                                                                                                                          1851 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن من سمع أبا هريرة ، يقول : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ، فجهر فيها بالقراءة ، فلما سلم ، قال : هل قرأ معي منكم أحد آنفا ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : إني أقول ما لي أنازع القرآن ؟ .

                                                                                                                          قال الزهري : فانتهى المسلمون ، فلم يكونوا يقرءون معه .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذا خبر مشهور للزهري من رواية أصحابه عن ابن أكيمة عن أبي هريرة ، ووهم فيه الأوزاعي - إذ الجواد يعثر - فقال : عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، فعلم الوليد بن مسلم ، أنه وهم ، فقال : عن من سمع أبا هريرة ولم يذكر سعيدا ، وأما قول الزهري : فانتهى الناس عن القراءة ، أراد به رفع الصوت خلف رسول الله صلى الله [ ص: 162 ] عليه وسلم ، اتباعا منهم لزجره صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت والإمام يجهر بالقراءة في قوله : ما لي أنازع القرآن ؟ .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية