الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب الهجرة عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688667nindex.php?page=treesubj&link=31109 (لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو يندفع الناس في شعبة أو في واد والأنصار في شعبة لاندفعت مع الأنصار في شعبتهم) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688667لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو يندفع الناس في شعبة أو في واد والأنصار في شعبة ، لاندفعت مع الأنصار [ ص: 268 ] في شعبتهم رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
(فيه) فوائد (الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في nindex.php?page=treesubj&link=31109_31134فضائل الأنصار من صحيحه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن محمد بن زياد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=688667لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار فقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ما ظلم بأبي وأمي آووه ونصروه أو كلمة أخرى وأخرج الشيخان هذا المتن من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس في أثناء حديث . (الثانية) قوله لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
أي في الأحكام والعداد ، ولا يجوز أن يكون المراد النسب قطعا ، وفيه فضيلة عظيمة للأنصار وفيه بيان nindex.php?page=treesubj&link=24637فضل الهجرة ، ومعنى الحديث أن المهاجرين كانوا فريقا وكانت الأنصار فريقا ، وكل قبيلة مع أحلافها تعد فريقا ، ولكل فريق في الحروب راية ، وكان عليه الصلاة والسلام في المهاجرين فطيب خواطر الأنصار بأنه لولا الهجرة التي شاركه المهاجرون فيها أوجبت أن يكون معدودا فيهم لكان عداده في الأنصار ، وإن كان من قريش لما بينه وبين الأنصار من الموالاة الأكيدة والمناصرة الشديدة ، وإلى هذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه بقوله ما ظلم بأبي وأمي أي ما ظلم قريشا بذلك أي بانفراده عنهم وعده نفسه في الأنصار بتقدير فقد الهجرة لأن الأنصار آووه ونصروه ، وفعلت قريش في مبتدإ الأمر ضد ذلك ، أو ما ظلم الأنصار ، ولا بخسهم حقهم بهذا الكلام الذي قاله فيهم .
(الثالثة) قوله ولو يندفع الناس في شعبة كذا رويناه وضبطناه هنا بضم الشين ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري أن الشعبة المسيل الصغير يقال شعبة حافل أي ممتلئة سيلا ، وقال في المحكم الشعبة صدع في الجبل يأوي إليه المطر ، والشعبة المسيل في ارتفاع قراره الرمل ، والشعبة ما صغر من التلعة وقيل ما عظم من سواقي الأودية ، وقيل الشعبة ما انشعب من التلعة والوادي أي عدل عنه ، وأخذ في غير طريقه ، والجمع شعب وشعاب انتهى .
ولفظ الصحيحين (شعب) بكسر الشين بغير هاء في آخره ، وهو ما انفرج بين جبلين كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد [ ص: 269 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت ، والجوهري هو الطريق في الجبل قال في النهاية ، وفي المغازي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قريشا وسلك شعبة هي بضم الشين وسكون العين موضع قرب يليل ، ويقال له شعبة بن عبد الله .
(الرابعة) أشار عليه الصلاة والسلام بذلك إلى أنه لا يفارق الأنصار مدة حياته لأنه جعل أرضهم دار هجرته فهو ملازم لها إلى وفاته ، وقد قال في الحديث الآخر المحيا محياكم ، والممات مماتكم .