3612 - حدثنا نصر بن مرزوق ، قال : ثنا الخصيب بن ناصح ، قال : ثنا ، عن وهيب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه عبد الله بن الزبير . كان يتطيب بالغالية الجيدة عند الإحرام
فهذا قد جاء في ذلك عمن ذكرناه في هذه الآثار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما قد روته رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطييبه عند الإحرام . وبهذا كان يقول عائشة أبو حنيفة رحمهما الله . وأبو يوسف
وأما رحمه الله ، فإنه كان يذهب في ذلك إلى ما روي عن محمد بن الحسن عمر وعثمان بن عفان وعثمان بن العاص من كراهته . وابن عمر
[ ص: 132 ] وكان من الحجة له في ذلك أن ما ذكر في حديث رضي الله عنها من تطييب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الإحرام إنما فيه أنها كانت تطيبه إذا أراد أن يحرم . عائشة
فقد يجوز أن يكون كانت تفعل به هذا ، ثم يغتسل إذا أراد الإحرام ، فيذهب بغسله عنه ما كان على بدنه من طيب ، ويبقى فيه ريحه .
فإن قال قائل : فقد قالت رضي الله عنها في حديث : كنت أرى وبيص الطيب في مفارقه بعد ما أحرم . عائشة
قيل له : قد يجوز أن يكون ذلك وقد غسله كما ذكرنا ، وهكذا الطيب ربما غسله الرجل عن وجهه أو عن يده ، فيذهب ويبقى وبيصه .
فلما احتمل ما روي عن رضي الله عنها من ذلك ما ذكرنا نظرنا ، هل فيما روي عنها شيء يدل على ذلك . ؟
عائشة