1207 ص: قال - رحمه الله -: فلما تواترت هذه الآثار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو جعفر وأبي بكر وعمر -رضي الله عنهم- بما ذكرنا، وكان في بعضها أنهم كانوا يستفتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين، فليس في ذلك دليل على أنهم كانوا لا يذكرون وعثمان بسم الله الرحمن الرحيم قبلها؛ لأنه إنما عنى بالقراءة ها هنا قراءة القرآن، فاحتمل أنهم لم يعدوا بسم الله الرحمن الرحيم قرآنا، وعدوها ذكرا مثل سبحانك اللهم وبحمدك وما يقال عند افتتاح الصلاة، فكان ما يقرأ من القرآن بعد ذلك ويستفتح ب الحمد لله رب العالمين.
وفي بعضها: أنهم كانوا لا يجهرون ب بسم الله الرحمن الرحيم ففي ذلك دليل أنهم كانوا يقولونها من غير طريق الجهر، ولولا ذلك لما كان لذكرهم نفي الجهر معنى؛ فثبت بتصحيح هذه الآثار بسم الله الرحمن الرحيم وذكرها سرا . ترك الجهر ب