1191 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا أبو زيد الهروي ، قال: ثنا شعبة عن الأزرق بن قيس ، قال: "صليت خلف ابن الزبير -رضي الله عنهما- فسمعته يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم : غير المغضوب عليهم ولا الضالين بسم الله الرحمن الرحيم" .

التالي السابق

الشرح

ش: أَبُو زَيْدٍ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ وَكَانَ يَبِيعُ الثِّيَابَ الْهَرَوِيَّةَ فَنُسِبَ إِلَيْهَا، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ.

وَالْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَارِثِيُّ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ .

وَأَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ": ثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ: "سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمَّ قَرَأَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" .

وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "سُنَنِهِ".

الْجَوَابُ عَنْهُ: أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الْهَادِي قَالَ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَلَكِنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى الْإِعْلَامِ، فَإِنَّ قِرَاءَتَهَا سُنَّةٌ؛ فَإِنَّ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ كَانُوا يُسِرُّونَ بِهَا، فَظَنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّ قِرَاءَتَهَا بِدْعَةٌ، فَجَهَرَ بِهَا مَنْ جَهَرَ بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ لِيُعْلِمُوا النَّاسَ أَنَّ قِرَاءَتَهَا سُنَّةٌ لَا أَنَّهُ فَعَلَهَا دَائِمًا، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تَرْكَ الْجَهْرِ.

[ ص: 553 ] وَكَذَا يُجَابُ عَمَّا أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَقَالَ: مَا يَمْنَعُ أُمَرَاءَكُمْ أَنْ يَجْهَرُوا بِهَا إِلَّا الْكِبْرُ" .

ش: أبو زيد اسمه سعيد بن الربيع الحرشي العامري وكان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها، روى له الجماعة.

والأزرق بن قيس الحارثي روى له البخاري وأبو داود والنسائي .

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن الأزرق بن قيس ، قال: "سمعت ابن الزبير -رضي الله عنهما- قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ: الحمد لله رب العالمين، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم" .

وأخرجه البيهقي في "سننه".

الجواب عنه: أن ابن عبد الهادي قال: إسناده صحيح، ولكنه يحمل على الإعلام، فإن قراءتها سنة؛ فإن الخلفاء الراشدين كانوا يسرون بها، فظن كثير من الناس أن قراءتها بدعة، فجهر بها من جهر بها من الصحابة ليعلموا الناس أن قراءتها سنة لا أنه فعلها دائما، وقد ذكر ابن المنذر عن ابن الزبير ترك الجهر.

[ ص: 553 ] وكذا يجاب عما أخرجه الخطيب : عن محمد بن أبي السري ، عن المعتمر ، عن حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله المزني قال: "صليت خلف عبد الله بن الزبير ، وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وقال: ما يمنع أمراءكم أن يجهروا بها إلا الكبر" .