543 ص: فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: لا ينبغي لأحد أن يذكر الله بشيء إلا وهو على حال يجوز له أن يصلي عليها.

التالي السابق

الشرح

ش: أَرَادَ بِالْقَوْمِ هَؤُلَاءِ: الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ ، وَأَبَا الْعَالِيَةِ ، وَعِكْرِمَةَ؛ فَإِنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ الرَّجُلَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ .

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ عَلَى حَالَيْنِ: عَلَى الْخَلَاءِ، وَالرَّجُلِ [يُوَاقِعُ] أَهْلَهُ".

وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: "يَجْتَنِبُ الْمَلَكُ الْإِنْسَانَ عِنْدَ جِمَاعِهِ وَعِنْدَ غَائِطِهِ" .

وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي "الْمُحَلَّى" : نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّهُ كَانَ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَرُدُّ السَّلَامَ، وَلَا يَذْكُرُ اللَّهَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ".

ش: أراد بالقوم هؤلاء: الحسن البصري ، وأبا العالية ، وعكرمة؛ فإنهم ذهبوا إلى أن الرجل لا ينبغي له أن يذكر الله إلا وهو طاهر، واستدلوا على ذلك بهذا الحديث، ويروى ذلك عن عبد الله بن عمر .

وروي عن ابن عباس: "أنه كره أن يذكر الله على حالين: على الخلاء، والرجل [يواقع] أهله".

وهو قول عطاء ومجاهد .

وقال مجاهد: "يجتنب الملك الإنسان عند جماعه وعند غائطه" .

وقال ابن حزم في "المحلى" : نا أحمد بن خالد، نا علي بن عبد العزيز، نا الحجاج بن منهال، نا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أنه كان لا يقرأ القرآن، ولا يرد السلام، ولا يذكر الله إلا وهو طاهر".