الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
784 [ 1662 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، أنه سمع عمرو بن دينار يقول: أخبرني ابن أوس الثقفي قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكر يقول: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أعمر عائشة، فأعمرتها من التنعيم.

قال هو أو غيره في الحديث: ليلة الحصبة .


التالي السابق


الشرح

أثر علي وأثر [عائشة] على إثره وأثر ابن عمر -رضي الله عنهم- مذكورة في "الكتاب" مجموعة من قبل.

وحديث عبد الرحمن مودع في "الصحيحين" وقد سبقت روايته في الكتاب ، وزاد ها هنا ذكر ليلة الحصبة وهي مذكورة في رواية جابر على ما حكيناها من قبل عن "صحيح مسلم".

وفيها دلالة على أنه لا بأس بالعمرة في سنة واحدة مرتين ومرارا، وعلى أنه لا بأس بالعمرة في أشهر الحج خلافا لما كانوا يقولونه في [ ص: 264 ] الجاهلية، وعلى أنه يجوز العمرة والإحرام بها في جميع السنة، وفي "الصحيحين" من رواية قتادة عن أنس؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته: عمرة منالحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم في ذي القعدة، وعمرة مع حجته".

وأيضا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأة من الأنصار: "اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة" .

وعن ابن المسيب؛ أن عائشة كانت تعتمر في آخر ذي الحجة من الجحفة، وتعتمر في رجب من المدينة وتهل من ذي الحليفة .

وقد قدمنا ما يحتاج إلى معرفته في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر وفي الآثار المذكورة قبله.

وقوله: "أعاب ذلك عليها" الرواية في المرة التي سبقت: "أعاب ذلك عليها أحد" فيجوز أن يريد ها هنا مثله وحذف لفظ "الأحد"، ويجوز أن يريد: أصار ذلك عيبا عليها، فإن عاب متعد ولازم، يقال: عاب فلان فلانا، وعاب المتاع أي: تعيب.




الخدمات العلمية