ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: nindex.php?page=hadith&LINKID=656948nindex.php?page=treesubj&link=18043_29018_18053 "خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ. . " الْحَدِيثَ، وَفِي آخِرِهِ: قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ الْآيَةَ.

ثُمَّ رَوَاهُ بَعْدُ بِلَفْظِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=661642قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ " مِنْ طَرِيقِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْمُزَرَّدِ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ، وَهُوَ صَدُوقٌ أَخْرَجَ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ أَيْضًا، وَأَخْرَجَهُ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَالْأَدَبِ.

[ ص: 241 ] nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا ؟

وَانْفَرَدَ nindex.php?page=showalam&ids=17191نَافِعٌ بِالْكَسْرِ مِنْ ( عَسَيْتُمْ )، وَالْبَاقُونَ عَلَى الْفَتْحِ، وَقَدْ حَكَى nindex.php?page=showalam&ids=5078عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأَهَا بِكَسْرِ السِّينِ.

وَالرَّحِمُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَهِيَ عَرَضٌ جُعِلَتْ فِي جِسْمٍ، وَلِذَلِكَ قَامَتْ وَتَكَلَّمَتْ، كَمَا أَسْلَفْنَاهُ فِي الْمَوْتِ، وَيَجُوزُ كَمَا قَالَ الْقَاضِي أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ: قَامَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَتَعَلَّقَ بِالْعَرْشِ تَكَلَّمَ عَنْ لِسَانِهَا بِهَذَا بِأَمْرِ اللَّهِ.

قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قِيَامُهَا ضَرْبَ مَثَلٍ وَحُسْنَ اسْتِعَارَةٍ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ، وَالْمُرَادُ تَعْظِيمُ شَأْنِهَا وَفَضْلِيَّةُ وَاصِلِهَا وَعَظِيمُ إِثْمِ قَاطِعِهَا بِعُقُوقِهِمْ، وَبِهَذَا سُمِّيَ الْعُقُوقُ قَطْعًا، وَالْعَقُّ: الشِّقُّ كَأَنَّهُ قَطْعُ ذَلِكَ السَّبَبِ الْمُتَّصِلِ.

وَاخْتُلِفَ فِي nindex.php?page=treesubj&link=18032الرَّحِمِ الَّتِي يَجِبُ صِلَتُهَا، كَمَا قَالَ الْقَاضِي، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ كُلُّ رَحِمٍ مُحَرَّمٍ بِحَيْثُ لَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا ذَكَرًا وَالْآخَرُ أُنْثَى حَرُمَتْ مُنَاكَحَتُهُمَا، فَعَلَى هَذَا لَا تَجِبُ فِي بَنِي الْأَعْمَامِ وَبَنِي الْأَخْوَالِ ; لِجَوَازِ الْجَمْعِ فِي النِّكَاحِ دُونَ الْمَرْأَةِ وَأُخْتِهَا وَعَمَّتِهَا، وَقِيلَ: بَلْ هَذَا فِي كُلِّ ذِي رَحِمٍ مِمَّنْ يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مِنْ ذَوِي الْأَرْحَامِ فِي الْمَوَارِيثِ مُحَرَّمًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ، وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ ; لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي أَهْلِ مِصْرَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=661622 "فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا"، وَقَوْلِهِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=664195 "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ [ ص: 242 ] يَصِلُ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ" مَعَ أَنَّهُ لَا مَحْرَمِيَّةَ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ قَطْعَهَا كَبِيرَةٌ.

وَالْعَائِذُ: الْمُسْتَعِيذُ وَهُوَ الْمُعْتَصِمُ بِالشَّيْءِ، الْمُلْتَجِئُ إِلَيْهِ، الْمُسْتَجِيرُ بِهِ.

وَحَقِيقَةُ الصِّلَةِ الْعَطْفُ وَالرَّحْمَةُ، وَصِلَةُ اللَّهِ عِبَادَهُ لُطْفُهُ لَهُمْ وَرَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ وَعَطْفُهُ بِإِحْسَانِهِ وَنِعَمِهِ أَوْ صِلَتُهُمْ بِأَهْلِ مَلَكُوتِهِ وَشَرَحَ صُدُورَهُمْ لِمَعْرِفَتِهِ وَطَاعَتِهِ.

وَلَا خِلَافَ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ فِي الْجُمْلَةِ، وَقَطْعَهَا مَعْصِيَةٌ كَبِيرَةٌ، وَالْأَحَادِيثُ فِي الْبَابِ تَشْهَدُ لَهُ، وَلَكِنَّ الصِّلَةَ دَرَجَاتٌ، بَعْضُهَا أَرْفَعُ مِنْ بَعْضٍ، وَأَدْنَاهَا تَرْكُ الْمُهَاجَرَةِ وَصِلَتُهَا بِالْكَلَامِ وَلَوْ بِالسَّلَامِ، وَيُخْتَلَفُ ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْقُدْرَةِ وَالْحَاجَةِ، فَمِنْهَا وَاجِبٌ وَمِنْهَا مُسْتَحَبٌّ، وَلَوْ وَصَلَ بَعْضَ الصِّلَةِ دُونَ غَايَتِهَا لَا يُسَمَّى قَاطِعًا وَلَوْ قَصُرَ عَمَّا قَدَرَ عَلَيْهِ، وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُسَمَّى وَاصِلًا.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=655529 "الرَّحِمُ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ" وَهِيَ كَمَا قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : الشُّعْبَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَهِيَ الرَّحِمُ الْمُشْتَبِكَةُ. وَالضَّمُّ لُغَةٌ فِيهِ، وَقِيلَ: إِنَّهَا الصِّهْرُ.

زَادَ صَاحِبُ "الْبَاهِرِ": فِيهَا فَتْحُ الشِّينِ وَكَسْرُ الْجِيمِ وَأَنَّهَا الرَّحِمُ وَالْقَرَابَةُ الْمُشْتَبِكَةُ الْمُشَبَّهَةُ بِغُصْنِ الشَّجَرِ.

[ ص: 243 ] وَقَوْلُهُ: ( "فَأَخَذَتْ بِحَقْوَيِ الرَّحْمَنِ" ) فِي نُسْخَةٍ: بِحَقْوِ، وَالْحَقْوُ: مُعْقِدُ الْإِزَارِ وَجَمْعُهُ أَحْقٌ وَأَحْقَاءٌ، وَسُمِّي الْإِزَارُ ( حَقْوًا ) لِلْمُجَاوَرَةِ، وَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الرَّحِمَ شَجْنَةً، أَيْ: قَرَابَةً، شَبَّهَ بِذَلِكَ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا، اسْتَعَارَ لَهَا الِاسْتِمْسَاكَ بِهِ كَمَا يَسْتَمْسِكُ الْقَرِيبُ بِقَرِيبِهِ، وَالنَّسِيبُ نَسِيبِهِ، وَالْحَقْوُ فِيهِ مَجَازٌ وَتَمْثِيلٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عُذْتُ بِحَقْوِ فُلَانٍ: إِذَا اعْتَصَمْتَ بِهِ أَوِ اسْتَجَرْتَ.

فَائِدَةٌ:

صَحَّ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=18051صِلَةَ الرَّحِمِ تَنْسَأُ فِي الْأَجَلِ، وَالْأَصَحُّ أَنَّ الزِّيَادَةَ مَعْنَوِيَّةٌ بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْرِهِ، أَوْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَظْهَرُ لِلْمَلَائِكَةِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَيَجُوزُ ذَلِكَ فَيَظْهَرُ لَهُمْ فِي اللَّوْحِ أَنَّ عُمْرَهُ سِتُّونَ سَنَةً إِلَّا أَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ، فَإِنْ وَصَلَهَا زِيدَ لَهُ أَرْبَعُونَ، وَقَدْ عَلِمَ الرَّبُّ مَا سَيَقَعُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ [ الرَّعْدِ: 39] وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ: الْمُرَادُ: بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ.