3452 [ ص: 240 ] 2 - باب: مناقب المهاجرين وفضلهم
منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي- رضي الله عنه- وقول الله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم [الحشر: 8] وقال: إلا تنصروه فقد نصره الله ، إلى قوله: إن الله معنا [التوبة: 40]. قالت عائشة وأبو سعيد رضي الله عنهم-: وكان وابن عباس- أبو بكر مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في الغار.
3652 - حدثنا حدثنا عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: البراء أبو بكر- رضي الله عنه- من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر فليحمل إلي رحلي. فقال البراء عازب: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم؟ قال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا-أو سرينا- ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبي- صلى الله عليه وسلم- فيه، ثم قلت له اضطجع يا نبي الله. فاضطجع النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم انطلقت أنظر ما حولي، هل أرى من الطلب أحدا؟ فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من قريش سماه فعرفته. فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: فهل أنت حالب لبنا؟ قال: نعم. فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه-فقال هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى- فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت ثم قلت: قد يطلبونا، فلم يدركنا أحد منهم غير آن الرحيل يا رسول الله. قال: "بلى". فارتحلنا والقوم سراقة بن مالك بن
[ ص: 241 ] جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. فقال: "لا تحزن إن الله معنا". [انظر: 2439- مسلم: 2009 (سيأتي بعد رقم: 3014)- فتح: 7 \ 8] اشترى