الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2863 3026 - وقال أبو عامر: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15290مغيرة بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=660283 "لا تمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا". [ مسلم: 1741 - فتح: 6 \ 156]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=652802 "لا تمنوا لقاء العدو". وقد سلف.
ثم قال: وقال أبو عامر: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15290مغيرة بن عبد الرحمن، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=660283 "لا تمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا". وقد سلف.
[ ص: 219 ] وهذا التعليق أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن الحسن الحلواني، وعبد بن حميد عن أبي عامر - يعني العقدي - به، واسمه: عبد الملك بن عمرو بن قيس القيسي البصري العقدي، نسبة إلى العقد، وهو مولى الحارث بن عباد - بضم العين - أخي جرير - بضم الجيم - بن عباد، وعباد أخو جحدر - واسمه: ربيعة - ابنا ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة، مات العقدي سنة أربع ومائتين.
وإنما نهى الشارع أمته عن ذلك؛ لأنه لا يعلم ما يئول أمره إليه، ولا كيف ينجو منه.
وفيه من الفقه: النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=25875تمني المكروهات والتصدي للمحذورات، ولذلك سأل السلف العافية من الفتن والمحن؛ لأن الناس مختلفون في الصبر على البلاء، ألا ترى الذي أحرقته الجراح في بعض المغازي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتل نفسه؟ وقال الصديق: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر. روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال لابنه: يا بني، لا تدعون أحدا إلى المبارزة، ومن دعاك إليها فاخرج إليه لا باغ، والله تعالى قد تضمن نصر من بغي عليه.
وأما أقوال العلماء في المبارزة، فذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر أنه أجمع كل من نحفظ عنه العلم من العلماء على أن nindex.php?page=treesubj&link=8159للمرء أن يبارز ويدعو إلى البراز بإذن الإمام، غير nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري فإنه كرهها ولا يعرفها، هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري
[ ص: 220 ] nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق، وأباحته طائفة ولم تذكر إذن الإمام ولا غيره، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، فإن طلبها كافر استحب الخروج إليه، وإنما يحسن ممن جرب نفسه وبإذن الإمام. وسئل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن الرجل يقول بين الصفين: من يبارز؟ قال: ذلك إلى (نيته)، إن كان يريد بذلك وجه الله فأرجو ألا يكون به بأس، قد كان يفعل ذلك من مضى. وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : قد بارز البراء بن مالك مرزبان الزارة فقتله. وقال nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة: nindex.php?page=hadith&LINKID=702334بارزت رجلا يوم حنين فقتلته، فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه. وليس في خبره أنه استأذن فيه.
واختلفوا في معونة المسلم المبارز على المشرك، فرخص في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق، وذكر الساجي قصة حمزة وعبيدة ومعونة بعضهم بعضا. قال: فأما إن nindex.php?page=treesubj&link=8158دعا مسلم مشركا أو مشرك مسلما إلى أن يبارزه وقال له: لا يقاتلك غيري أحببت أن يكف عن أن يحمل عليه غيره، وكان nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي يقول: لا يعينوه وعلى هذا قيل nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي: وإن لم يشترط ألا يخرج إليه غيره؟ قال: وإن لا؛ لأن المبارزة إنما تكون على هذا. ولو حجزوا بينهما ثم خلوا سبيل العلج المبارز، فإن أعان العدو صاحبهم فلا بأس أن يعين المسلمون صاحبهم.