الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
120 120 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل قال: حدثني أخي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: nindex.php?page=treesubj&link=19844_31513_31517حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. [فتح: 1 \ 216]
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13761عبد العزيز بن عبد الله، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: إن الناس يقولون: أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات إلى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=160الرحيم [البقرة: 159 - 160] إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يلزم رسول الله [ ص: 603 ] - صلى الله عليه وسلم - بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12154أحمد بن أبي بكر أبو مصعب، ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650116قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه. قال: "ابسط رداءك" فبسطته. قال: فغرف بيديه ثم قال: "ضمه" فضممته، فما نسيت شيئا بعده .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن أبي فديك بهذا، أو قال: غرف بيده فيه.
حدثنا إسماعيل، حدثني أخي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم.
قال أبو عبد الله : البلعوم مجرى الطعام.
الكلام على ذلك من أوجه:
أحدها:
الحديث الأول أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في المزارعة عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل عن إبراهيم . وفي الاعتصام عن علي، عن سفيان .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة وأبي بكر وزهير عن سفيان .
وعن عبد الله بن جعفر بن يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وعن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، كلهم عنه، وله طرق من غير رواية nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج .
[ ص: 604 ] والحديث الثاني:
أخرجه في علامات النبوة كما ستعرفه.
ثانيها: في التعريف برواته غير من سلف: وعبد العزيز سلف، وكرره شيخنا قطب الدين في "شرحه".
وأحمد بن أبي بكر: هو أبو مصعب الزهري العوفي قاضي المدينة وعالمها، سمع nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا وطائفة، وعنه الستة لكن nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بواسطة، وأخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : "السفر قطعة من العذاب" فقط.
واسم أبي بكر: القاسم، وقيل: زرارة بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف . وهو أحد من حمل "الموطأ" عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين عن اثنتين وتسعين سنة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب: فهو الإمام محمد (ع) بن عبد الرحمن بن [ ص: 605 ] المغيرة بن أبي ذئب، أبو الحارث المدني العامري الثقة كبير الشأن. روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة وخلق. وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر وخلق. مات سنة تسع وخمسين ومائة، وولد سنة ثمانين.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. وعن بعضهم: في حديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري شيء. قيل: للاضطراب.
وقيل: إن سماعه منه عرض. وهذا ليس بقادح.
وأما محمد (خ) بن إبراهيم بن دينار : فهو المدني الحمصي، الثقة الفقيه، مفتي المدينة بعد nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ومعه. روى عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة وجماعة.
وعنه أبو مصعب، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
[ ص: 606 ] ثالثها: في ألفاظه ومعانيه:
قوله: (يشغلهم) هو بفتح الياء ثلاثي، وحكي ضمها وهو ضعيف.
قال الهروي : يقال: أصفق القوم على الأمر وصفقوا بالبيع والبيعة. قال غيره: أصله من تصفيق الأيدي بعضها على بعض من المتبايعين عند العقد.
و (السوق) يذكر ويؤنث، سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة من ضعفاء المسلمين ومن أهل الصفة كما سلف في ترجمته.
وقوله: (فغرف بيديه). وفي غير "الصحيح": فغرف فيه بيديه. ثم قال: "ضمه".. الحديث. وفي بعض طرقه عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمعه إلى صدره، فينسى من مقالتي شيئا أبدا". فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها، حتى قضى مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=661557 "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ" فذكره بمعناه، ثم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=661557فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به . وهذه الرواية دالة على العموم، وأنه بعد ذلك لم ينس شيئا سمعه منه، لا أنه خاص بتلك المقالة كما تشعر به الرواية السالفة، فإنه شكى النسيان، ففعل ذلك ليزول عنه.
وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=31514_31513فضيلة ظاهرة nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة، وفيه: حفظ العلم والدءوب عليه [ ص: 607 ] والمواظبة على طلبه . وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=31036ظهور بركة دعائه . وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=34306_18468فضل التقليل من الدنيا وإيثار طلب العلم على طلب المال .
وفيه: أنه يجوز nindex.php?page=treesubj&link=19544_27243_18501للإنسان أن يخبر عن نفسه بفضله إذا اضطر إلى ذلك لاعتذار عن شيء أو ليبين ما لزمه تبيينه إذا لم يقصد بذلك الفخر.
وقوله: ("ضمه"): يجوز ضم ميمه وفتحها وكسرها. وقال بعضهم: لا يجوز إلا الضم لأجل الهاء المضمومة بعده. واختاره الفارسي، وجوزه صاحب "الفصيح" وغيره.
والوعاء: بكسر الواو ويجوز ضمها، وما حفظ - رضي الله عنه - من السنن المذاعة لو كتب لاحتمل أن يملأ منها وعاء، وما كتمه من أخبار الفتن كذلك.
ومعنى (بثثته): أذعته وأشهرته، قيل: هو أشراط الساعة، وفساد الدين، وتضييع الحقوق، وتغيير الأحوال لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون فساد الدين على يد أغيلمة من قريش"، وكان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يقول: لو شئت أن أسميهم بأسمائهم، لكنه خشي على نفسه ولم يصرح.
وجاء في غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حفظت ثلاثة جرب، بثثت منها جرابين، ولو بثثت الثالث لقطع (هذا). يعني: البلعوم -وهو بضم الباء الموحدة- وهو مجرى النفس إلى الرئة، وقال الجوهري والقاضي : مجرى الطعام في الحلق، وهو المريء.
[ ص: 608 ] وقد فسره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري به كما سلف، وجاء: خمسة. يعني: أجرب وفيه: أن كل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يعرض، ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وسعه كتمها; لأنه قال: لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت شيئا ثم يتلو nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=159إن الذين يكتمون [البقرة: 159] كما سلف.