الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
857 - " إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان؛ فلا تدخلها؛ إنما السلطان ظل الله؛ ورمحه في الأرض " ؛ (هب)؛ عن أنس ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا مررت) ؛ من " المرور" ؛ (ببلدة) ؛ في حال سيرك؛ (ليس فيها سلطان) ؛ أي: حاكم؛ وأصل " السلطنة" : القوة؛ ومنه: " السلاطة" ؛ لحدة اللسان؛ (فلا تدخلها) ؛ فإنها مظنة البغي والعدوان والتهارج؛ ومن بغي عليه فيها لم يجد ناصرا؛ وإذا نهى عن مجرد الدخول؛ فالسكنى أولى؛ وعلله بقوله: (إنما السلطان) ؛ أي: الحاكم ؛ (ظل الله) ؛ أي: يدفع به الأذى عن الناس؛ كما يدفع الظل أذى حر الشمس؛ (ورمحه في الأرض) ؛ أي: يدفع به؛ ويمنع؛ كما يدفع العدو بالرمح؛ وقد استوعب بهاتين الكلمتين نوعي ما عليه الوالي لرعيته؛ أحدهما: الانتصار من الظالم؛ لأن الظل يلجأ إليه من الحر والشدة؛ والثاني: إرعاب العدو؛ ليرتدع عن أذى الرعية؛ فيأمنوا بمكانه من الشر؛ والعرب تكني بالرمح عن الدفع؛ والمنع؛ قال الماوردي : وبالسلطان حراسة الدين؛ والذب عنه؛ ودفع الأهواء عنه؛ وروى الطبراني أن عمرو بن العاص قال لابنه: " سلطان عادل خير من مطر وابل؛ وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم؛ وزلة الرجل عظم يجبر؛ وزلة اللسان لا تبقي ولا تذر؛ يا بني: استراح من لا عقل له" ؛ فأرسلها مثلا؛ أهـ؛ وفي قوله: " في الأرض" ؛ إشارة إلى أن الإمام الأعظم لا يكون في الأرض كلها إلا واحدا؛ ولهذا قال في حديث آخر: " إذا بويع لخليفتين؛ فاقتلوا الآخر منهما" .

(هب؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ وفيه الربيع بن صبيح ؛ قال الذهبي : ضعيف؛ ومن ثم أطلق السخاوي على الحديث الضعف.



الخدمات العلمية