الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
851 - " nindex.php?page=hadith&LINKID=651290nindex.php?page=treesubj&link=30345_30337_32934إذا مات أحدكم؛ عرض عليه مقعده بالغداة؛ والعشي؛ إن كان من أهل الجنة؛ فمن أهل الجنة؛ وإن كان من أهل النار؛ فمن أهل النار؛ يقال له: هذا مقعدك؛ حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة " ؛ (ق ت هـ) ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ؛ (صح).
(إذا مات أحدكم) ؛ أيها المؤمنون الأبرار؛ والكافرون الفجار؛ وفي عصاة المؤمنين تردد؛ (عرض عليه مقعده) ؛ أي: محل قعوده؛ من الجنة؛ أو النار؛ بأن تعاد الروح إلى بدنه؛ أو إلى بعض منه؛ يدرك به حال العرض؛ ولا مانع منه؛ وشاهده: nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ؛ وقيل: العرض إنما هو على الأرواح؛ لا الأشباح؛ ورجح ابن حجر أن العرض يقع على الروح حقيقة؛ وعلى ما يتصل به من البدن؛ (بالغداة؛ والعشي) ؛ أي: وقتهما؛ (إن كان من أهل الجنة؛ فمن أهل الجنة؛ وإن كان من أهل النار؛ فمن أهل النار) ؛ أي: إن كان من أهل الجنة؛ فمقعده من مقاعد [ ص: 439 ] أهل الجنة؛ يعرض عليه؛ وإن كان من أهل النار؛ فمقعده من مقاعد أهل النار؛ يعرض عليه؛ فليس الجزاء والشرط متحدين معنى؛ بل لفظا؛ ولا ضير فيه؛ بل يدل على الفخامة؛ ثم (يقال له) ؛ من قبل الله ؛ أي: يأمر الله الملك؛ أو من شاء من خلقه؛ يقول له ذلك: (هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه) ؛ أي: إلى ذلك المقعد؛ (يوم القيامة) ؛ أي: لا تصل إليه إلا بعد البعث؛ ويحتمل رجوع الضمير إلى الله؛ كذا قرره التوربشتي ؛ وقال الطيبي: يجوز كون معناه: فمن كان من أهل الجنة فيبشر بما لا يكنه كنهه؛ ولا يقدر قدره؛ وإن كان من أهل النار؛ فبالعكس؛ لأن هذا القول طليعة تباشير السعادة الكبرى؛ ومقدمة بتاريخ الشقاوة؛ لأن الشرط والجزاء إذا اتحدا؛ دل الجزاء على الفخامة؛ قال: والضمير في " إليه" ؛ يرجع إلى المقعد؛ فالمعنى: هذا مقعد يستقر فيه حتى يبعث إلى مثله من الجنة؛ أو النار؛ كقوله (تعالى): nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25هذا الذي رزقنا من قبل ؛ أي: " مثل الذي" ؛ أو يرجع إلى الله؛ أو إلى لقاء الله؛ أو إلى المحشر؛ أي: " هذا الآن مقعده إلى يوم المحشر" ؛ فترى عند ذلك كرامة؛ أو هوانا؛ تنشأ عنده؛ هذا المقعد؛ وفيه nindex.php?page=treesubj&link=32925إثبات عذاب القبر؛ لأن عرض مقعده من النار عليه نوع عظيم من العذاب.
(ق ت هـ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) ؛ ابن الخطاب .
ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح ، بن [ ص: 204 ] عدي ، بن كعب بن لؤي بن غالب ، الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ، ثم المدني .
أسلم وهو صغير ، ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم ، واستصغر يوم أحد ، فأول غزواته الخندق ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وأمه وأم أم المؤمنين حفصة ، زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون الجمحي .
روى علما كثيرا نافعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبيه ، وأبي بكر ، وعثمان ، وعلي ، وبلال ، وصهيب ، وعامر بن ربيعة ، وزيد بن ثابت ، وزيد عمه ، وسعد ، وابن مسعود ، وعثمان بن طلحة ، وأسلم ، وحفصة أخته ، وعائشة . وغيرهم .
روى عنه : آدم بن علي ، وأسلم مولى أبيه ، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، وأمية بن عبد الله الأموي ، وأنس بن سيرين ، وبسر بن سعيد ، وبشر بن حرب ، وبشر بن عائذ ، وبشر بن المحتفز ، وبكر المزني ، وبلال بن عبد الله ابنه ، وتميم بن عياض ، وثابت البناني ، وثابت بن عبيد ، وثابت بن محمد ، وثوير بن أبي فاختة ، وجبلة بن سحيم ، وجبير بن أبي سليمان ، وجبير بن نفير ، وجميع بن عمير ، وجنيد وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن أبي مليكة ، والحر بن الصياح ، وحرملة مولى أسامة ، وحريز أو أبو حريز ، والحسن البصري ، والحسن بن [ ص: 205 ] سهيل وحسين بن الحارث الجدلي ، وابن أخيه حفص بن عاصم ، والحكم بن ميناء ، وحكيم بن أبي حرة . وحمران مولى العبلات ، وابنه حمزة بن عبد الله ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، وخالد بن أسلم ، وأخوه زيد ، وخالد بن دريك وهذا لم يلقه ، وخالد بن أبي عمران الإفريقي ولم يلحقه ، وخالد بن كيسان ، وداود بن سليك ، وذكوان السمان ، ورزين بن سليمان الأحمري ، وأبو عمر زاذان ، والزبير بن عربي ، والزبير بن الوليد ، شامي ، وأبو عقيل زهرة بن معبد ، وزياد بن جبير الثقفي ، وزياد بن صبيح الحنفي ، وأبو الخصيب زياد القرشي ، وزيد بن جبير الطائي ، وابنه زيد ، وابنه سالم ، وسالم بن أبي الجعد ، والسائب والد عطاء ، وسعد بن عبيدة ، وسعد مولى أبي بكر ، وسعد مولى طلحة ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن الحارث الأنصاري ، وسعيد بن حسان ، وسعيد بن عامر ، وسعيد بن عمرو الأشدق ، وسعيد بن مرجانة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن وهب الهمداني ، وسعيد بن يسار وسليمان بن أبي يحيى ، وسليمان بن يسار ، وشهر بن حوشب . وصدقة بن يسار ، وصفوان بن محرز ، وطاوس ، والطفيل بن أبي ، وطيسلة بن علي ، وطيسلة بن مياس ، وعامر بن سعد ، وعباس بن جليد وعبد الله بن بدر اليمامي ، وعبد الله بن بريدة ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد الله [ ص: 206 ] بن شقيق ، وعبد الله بن عبد الله بن جبر وابنه عبد الله ، وابن أبي مليكة ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وعبد الله بن عصم ، وعبد الله بن أبي قيس ، وعبد الله بن كيسان ، وعبد الله بن مالك الهمداني ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وعبد الله بن مرة الهمداني ، وعبد الله بن موهب الفلسطيني ، وحفيده عبد الله بن واقد العمري ، وعبد الرحمن بن التيلماني وعبد الرحمن بن سعد مولاه ، وعبد الرحمن بن سمير . وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن أبي نعم ، وعبد الرحمن بن هنيدة ، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ، وعبد العزيز بن قيس ، وعبد الملك بن نافع ، وعبدة بن أبي لبابة ، وابنه عبيد الله بن عبد الله ، وعبيد الله بن مقسم ، وعبيد بن جريج ، وعبيد بن حنين ، وعبيد بن عمير ، وعثمان بن الحارث ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعراك بن مالك ، وعروة بن الزبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، وعقبة بن حريث ، وعكرمة بن خالد ، وعكرمة العباسي ، وعلي بن عبد الله البارقي ، وعمر بن عبد الرحمن المعاوي ، وابنه عمر بن عبد الله إن صح ، وعمرو بن دينار ، وعمران بن الحارث ، وعمران بن حطان ، وعمران الأنصاري ، وعمير بن هانئ ، وعنبسة بن عمار ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، والعلاء بن عرار ، والعلاء بن اللجلاج ، وعلاج بن عمرو ، وغطيف أو أبو غطيف الهذلي ، والقاسم بن ربيعة ، والقاسم بن عوف ، والقاسم بن محمد ، وقدامة بن إبراهيم ، وقزعة بن يحيى ، وقيس بن عباد . وكثير بن جمهان ، وكثير بن مرة ، وكليب بن وائل ، ومجاهد بن جبر ، ومجاهد بن رياح ، ومحارب بن دثار ، وحفيده محمد بن زيد ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، وأبو جعفر الباقر ، وابن شهاب [ ص: 207 ] الزهري ، ومحمد بن المنتشر ، ومروان بن سالم المقفع ، ومروان الأصفر ، ومسروق ، ومسلم بن جندب ، ومسلم بن المثنى ، ومسلم بن أبي مريم ، ومسلم بن يناق ، ومصعب بن سعد ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، ومعاوية بن قرة ، ومغراء العبدي ، ومغيث بن سمي ، ومغيث الحجازي ، والمغيرة بن سلمان ، ومكحول الأزدي ، ومنقذ بن قيس ، ومهاجر الشامي ، ومورق العجلي ، وموسى بن دهقان ، وموسى بن طلحة ، وميمون بن مهران ، ونابل صاحب العباء ، ونافع مولاه ، ونسير بن ذعلوق ، ونعيم المجمر ، ونميلة أبو عيسى ، وواسع بن حبان ، ووبرة بن عبد الرحمن ، والوليد الجرشي وأبو مجلز لاحق ، ويحنس مولى آل الزبير ، ويحيى بن راشد ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، ويحيى بن وثاب ويحيى بن يعمر ، ويحيى البكاء . ويزيد بن أبي سمية ، وأبو البزرى يزيد بن عطارد ، ويسار مولاه ، ويوسف بن ماهك ، ويونس بن جبير ، وأبو أمامة التيمي ، وأبو البختري الطائي ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وأبو بكر بن حفص ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وحفيده أبو بكر بن عبد الله ، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو حازم الأعرج ولم يلحقه ، وأبو حية الكلبي ، وأبو الزبير ، وأبو سعيد بن رافع ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو سهل ، وأبو السوداء ، وأبو الشعثاء المحاربي ، وأبو شيخ الهنائي ، وأبو الصديق الناجي ، وأبو طعمة ، وأبو العباس الشاعر ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو العجلان المحاربي ، وأبو عقبة ، وأبو غالب ، وأبو الفضل ، وأبو المخارق إن كان محفوظا ، وأبو المنيب الجرشي ، وأبو نجيح المكي ، وأبو نوفل بن [ ص: 208 ] أبي عقرب ، وأبو الوليد البصري ، وأبو يعفور العبدي ، ورقية بنت عمرو بن سعيد .
قدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازيا .
روى حجاج بن أرطاة ، عن نافع : أن ابن عمر بارز رجلا في قتال أهل العراق ، فقتله ، وأخذ سلبه .
وروى عبيد الله بن عمر ، عن نافع : أن ابن عمر كان يصفر لحيته . سليمان بن بلال : عن زيد بن أسلم : أن ابن عمر كان يصفر حتى يملأ ثيابه منها ، فقيل له : تصبغ بالصفرة ؟ فقال : إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها . شريك : عن محمد بن زيد ; رأى ابن عمر يصفر لحيته بالخلوق والزعفران . ابن عجلان : عن نافع : كان ابن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة . وقال هشام بن عروة : رأيت شعر ابن عمر يضرب منكبيه وأتي بي إليه ، فقبلني . [ ص: 209 ] قال أبو بكر بن البرقي : كان ربعة يخضب بالصفرة . توفي بمكة .
وقال ابن يونس : شهد ابن عمر فتح مصر ، واختط بها ، وروى عنه أكثر من أربعين نفسا من أهلها .