الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1019 104 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=16272وأبو النعمان قالا : حدثنا حماد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651007nindex.php?page=treesubj&link=1890_1900ص" ليس من عزائم السجود، وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
مطابقته للترجمة ظاهرة تؤخذ من قوله : وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
ذكر رجاله، وهم ستة :
الأول : nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب بفتح الحاء المهملة، وسكون الراء، وفي آخره باء موحدة، وقد تقدم.
الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16272أبو النعمان بضم النون محمد بن الفضل السدوسي ، وقد تقدم.
الثالث : nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، وقد تقدم غير مرة.
الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني .
الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة مولى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
السادس : nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس .
ذكر لطائف إسناده :
فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه القول في موضعين. وفيه إخبار الصحابي بالرؤية. وفيه رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن اثنين من مشايخه. وفيه أحدهما مذكور بكنيته. وفيه أحد الرواة مفسر بنسبته. وفيه اثنان بلا نسبة.
ذكر تعدد موضعه، ومن أخرجه غيره :
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري [ ص: 98 ] أيضا في أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الصلاة، عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل به.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي فيه، عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ، وقال : حسن صحيح.
قوله " ليس من عزائم السجود " العزائم جمع عزيمة، وهي التي أكدت على فعلها مثل صيغة الأمر مثلا قاله بعضهم، ولكن التمثيل بصيغة الأمر على الإطلاق لا يصح ; لأن الأمر في نفسه يختلف، فتارة يدل على الوجوب، وتارة على الاستحباب، وغير ذلك كما عرف في موضعه، بل معناه ليس حق من حقوق السجود، ولا واجب من واجباته، وقال الكرماني : عزائم السجود يعني ليس من السجدات المأمور بها، والعزيمة في الأصل عقد القلب على الشيء، ثم استعمل لكل أمر محتوم، وفي الاصطلاح ضد الرخصة التي هي ما ثبت على خلاف الدليل لعذر.
قلت : لا يقال في الاصطلاح ضد الرخصة، بل إنما يقال ذلك في اللغة.
ذكر ما يستنبط منه : لا خلاف بين الحنفية والشافعية في أن nindex.php?page=treesubj&link=1893_1892 "ص" فيها سجدة تفعل ، وهو أيضا مذهب سفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، وإسحاق ، غير أن الخلاف في كونها من العزائم أم لا، فعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ليست من العزائم، وإنما هي سجدة شكر تستحب في غير الصلاة، وتحرم فيها في الأصح، وهذا هو المنصوص عنده، وبه قطع جمهور الشافعية .
وعند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وأصحابه : هي من العزائم، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13269ابن شريح ، nindex.php?page=showalam&ids=11817وأبو إسحاق المروزي ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد كالمذهبين، والمشهور منهما كقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، ومثله قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : لا سجود فيها، وقال : هي توبة نبي ، وروي مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، وعلقمة ، واحتج nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ومن معه بحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا، ولابن عباس حديث آخر في سجوده في "ص" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية عمر بن أبي ذر ، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : nindex.php?page=hadith&LINKID=73113nindex.php?page=treesubj&link=1900_1890أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "ص" ، فقال : سجدها داود عليه السلام توبة، ونسجدها شكرا .
وله حديث آخر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ما يأتي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أيضا في الكبير في التفسير، عن عتبة بن عبد الله ، عن سفيان ، ولفظه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في "ص" nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قلنا : هذا كله حجة لنا، والعمل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم أولى من العمل بقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وكونها توبة لا ينافي كونها عزيمة، وسجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرا لما أنعم الله على داود عليه السلام بالغفران، والوعد بالزلفى، وحسن مآب، ولهذا لا يسجد عندنا عقيب قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24وأناب بل عقيب قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25وحسن مآب وهذه نعمة عظيمة في حقنا، فكانت سجدة تلاوة ; لأن nindex.php?page=treesubj&link=1887سجدة التلاوة ما كان سبب وجوبها إلا التلاوة، وسبب وجوب هذه السجدة تلاوة هذه الآية التي فيها الإخبار عن هذه النعم على داود عليه السلام ، وإطماعنا في نيل مثله، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث ابن سعيد قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر "ص"، فلما بلغ السجدة نزل فسجد .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=908077أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "ص" . وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا كذلك، وفي المصنف قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : في "ص" سجدة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : كنت لا أسجد في ص حتى حدثني nindex.php?page=showalam&ids=256السائب أن عثمان سجد فيها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه كان يسجد في ص ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس يسجد في ص . وسجد فيها الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=114والنعمان بن بشير ، nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والضحاك بن قيس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=73113وعن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في ص ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر : فيها السجود.