الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
661 84 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11834أبو التياح، عن أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=650652عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=treesubj&link=25876_7701_1719اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي كأن رأسه زبيبة.
[ ص: 228 ] مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع والطاعة للعبد إذا استعمل، ولو كان عبدا حبشيا، فإذا أمر بطاعته فقد أمر بالصلاة خلفه أو إن المستعمل هو الذي فوض إليه العمل يعني جعل أميرا أو واليا، والسنة أن يتقدم في الصلاة الوالي.
(ذكر رجاله) وهم خمسة:
الأول: nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار بفتح الباء الموحدة، وتشديد الشين المعجمة، وقد مر غير مرة، الثاني: nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان، الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج، الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=11834أبو التياح بفتح التاء المثناة من فوق، وتشديد الياء آخر الحروف، وبعد الألف حاء مهملة، واسمه يزيد بن حميد الضبعي، مر في باب رفع العلم فيما مضى، الخامس: ابن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه القول في أربعة مواضع، وفيه أن رواتهما بين بصري وواسطي وهو nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره:
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=16885محمد بن أبان عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر، وفي الأحكام عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد عن يحيى، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في الجهاد عن nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار، وأبي بكر بن خلف كلاهما عن يحيى به.
(ذكر معناه) قوله: ( اسمعوا وأطيعوا )، يعني في المعروف لا في المنكر. قوله: ( وإن استعمل )، أي وإن جعل عاملا، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأحكام عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد عن يحيى، وإن استعمل عليكم عبد حبشي. قوله: ( كأن رأسه زبيبة ) يريد سوادها. وقيل: يريد قصر شعرها واجتماع بعضه وتفرقه، حتى يصير كالزبيب، وقال الكرماني : كأن رأسه زبيبة أي حبة من العنب يابسة سوداء، وهذا تمثيل في الحقارة وسماجة الصورة وعدم الاعتداد بها. وقيل: معناه صغيرة وذلك معروف في الحبشة .
(ذكر ما يستفاد منه) فيه الدلالة على صحة nindex.php?page=treesubj&link=1719إمامة العبد لأنه إذا أمر بطاعته فقد أمر بالصلاة خلفه كما ذكرناه الآن، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : هذا في الأمراء والعمال لا الأئمة والخلفاء، فإن الخلافة في قريش لا مدخل فيها لغيرهم، وقال الكرماني : فإن قلت: كيف يكون العبد واليا وشرط الولاية الحرية؟ قلت: بأن يوليه بعض الأئمة أو يتغلب على البلاد بالشوكة، وفيه النهي عن القيام على السلاطين وإن جاروا لأن فيه تهييج فتنة تذهب بها الأنفس والحرم والأموال، وقد مثله بعضهم بالذي يبني قصرا ويهدم مصرا، وفيه دلالة على وجوب طاعة الخارجي لأنه قال حبشي والخلافة في قريش، فدل على أن الحبشي إنما يكون متغلبا، والفقهاء على أنه يطاع ما أقام الجمع والجماعات والعيد والجهاد.