الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
588 10 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى نحوه، قال يحيى: وحدثني بعض إخواننا أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650578لما قال حي على الصلاة قال: nindex.php?page=treesubj&link=22714لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال: هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول.
(ذكر رجاله) وهم أربعة: الأول: nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق هو ابن راهويه قال الغساني : قال nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن : كل ما روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، عن إسحاق غير منسوب فهو nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه وكذلك صرح به nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في مستخرجه وأخرجه من طريق عبد الله بن شيرويه عنه. الثاني: وهب بن جرير بفتح الجيم وقد مر غير مرة. الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي . الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير .
وفيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه العنعنة في موضع، وفيه القول في خمسة مواضع، وفيه السماع بصيغة الجمع.
(ذكر معناه) قوله: ( نحوه ) أي: نحو التحديث المذكور بالإسناد المتقدم. قوله: ( قال يحيى وحدثني بعض إخواننا ) هذا من باب الرواية عن المجهول، قال الكرماني : قيل المراد به nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي، وقال بعضهم: وفيه نظر لأن الظاهر أن قائل ذلك ليحيى حدثه به عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، وأين عصر nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي من عصر nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية؟ ! انتهى.
قلت: أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي حديث معاوية هذا من أربع طرق: الأول: من حديث محمد بن عمرو الليثي، عن أبيه، عن جده قال: كنا عند معاوية الحديث، وجده nindex.php?page=showalam&ids=16590علقمة بن وقاص المدني روى له الجماعة، والثاني: كذلك ولفظه أن معاوية قال مثل ذلك ثم قال: هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثالث: عن عمرو بن يحيى، عن عبد الله بن علقمة قال: كنت جالسا إلى جنب معاوية فذكر مثله ثم قال معاوية : هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
والرابع: عن عمرو بن يحيى أن عيسى بن عمرو أخبره، عن عبد الله بن علقمة بن وقاص فذكر نحوه، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14274الدارمي في سننه حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15994سعيد بن عامر، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده (أن معاوية nindex.php?page=treesubj&link=22714سمع المؤذن قال: الله أكبر، الله أكبر فقال معاوية: الله أكبر، الله أكبر) الحديث، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير من حديث داود بن عبد الرحمن العطار حدثني عمرو بن يحيى، عن عبد الله بن علقمة بن وقاص، عن أبيه قال: كنت جالسا مع معاوية الحديث، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في المعرفة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال: أخبرنا عمرو بن يحيى المازني، عن عيسى بن عمرو أخبره، عن عبد الله بن علقمة بن وقاص قال: (إني لعند معاوية ) الحديث، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا من حديث عبد الله بن علقمة، عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16590علقمة بن وقاص، عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، وكذلك أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة وأخرج أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده قال: كنت عند معاوية الحديث، وفي هذه الطرق كلها الراوي عن معاوية هو nindex.php?page=showalam&ids=16590علقمة بن وقاص، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة ابنه عبد الله وابنه عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير إن كان أدرك nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة فالمراد من قوله: (بعض إخواننا) هو nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة وإن لم يدرك فالمراد غالبا أحد ابني nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة وهما عبد الله وعمرو، والله أعلم، وقد روى عن معاوية أيضا نهشل nindex.php?page=showalam&ids=16043التميمي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بإسناد واه.
[ ص: 121 ] ثم اعلم أن قوله: (قال يحيى وحدثني) إلى آخره صورته صورة التعليق وليس بتعليق كما زعمه بعضهم بل هو داخل في إسناد إسحاق، ولهذا قال الشيخ الحافظ قطب الدين في شرحه أن يحيى رواه بالإسنادين nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري أحال الإسناد الأول بقوله: (نحوه) على الذي قبله والذي قبله ليس بتمام وقد ذكرنا تمامه فيما مضى قوله: ( ولما قال ) أي المؤذن لما قال الحيعلة يعني حي على الصلاة قال: أي معاوية الحوقلة وهي لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنما لم يذكر حكم حي على الفلاح اكتفاء بذكر إحدى الحيعلتين، عن الأخرى لظهوره. قوله: ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) يجوز فيه خمسة أوجه: الأول: فتحهما بلا تنوين، والثاني: فتح الأول ونصب الثاني منونا. والثالث: رفعهما منونين، والرابع: فتح الأول ورفع الثاني منونا، والخامس عكسه والحول الحركة أي: لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله تعالى قاله ثعلب وغيره.
وقال بعضهم: لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله. وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحكي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري لغة غريبة ضعيفة أنه يقال: لا حيل ولا قوة إلا بالله بالياء قال: والحيل والحول بمعنى قلت: لا ينسب إليه الضعف في ذلك وقد ذكر في الجامع والمنتهى والموعب والمخصص والمحكم: الحول والحيل والحول والحيلة والحويل والمحالة والاحتيال والتحول والتحيل كل ذلك جودة النظر والقدرة على التصرف، فلا ينفرد إذا بهذه اللفظة، وقال الأزهري : يقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله الحوقلة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : الحولقة، فعلى الأول: وهو المشهور الحاء والواو من الحول، والقاف من القوة واللام من اسم الله، وعلى الثاني: الحاء واللام من الحول والقاف من القوة، ومثلها الحيعلة والبسملة والحمدلة والهيللة والسبحلة في حي على الصلاة، وحي على الفلاح وباسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله وسبحان الله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15253المطرزي في كتاب اليواقيت وفي غيره: إن الأفعال التي أخذت من أسمائها سبعة، وهي بسمل الرجل إذا قال: باسم الله، وسبحل إذا قال: سبحان الله، وحوقل إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله وحيعل إذا قال: حي على الفلاح ويجيء على القياس حيصل إذا قال: حي على الصلاة ولم يذكر وحمدل إذا قال: الحمد لله، وهيلل إذا قال: لا إله إلا الله وجعفل إذا قال: جعلت فداءك زاد nindex.php?page=showalam&ids=13967الثعالبي الطيقلة إذا قال: أطال الله بقاءك والدمعزة إذا قال: أدام الله عزك، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قوله الحيصلة على قياس الحيعلة غير صحيح بل الحيعلة تطلق على حي على الصلاة، وحي على الفلاح كلها حيعلة، ولو كان على قياسه في الحيصلة لكان الذي يقال في حي على الفلاح الحيفلة بالفاء، وهذا لم يقل وإنما الحيعلة من قولهم حي على كذا فكيف وهو باب مسموع لا يقاس عليه وانظر قوله: (جعفل في جعلت فداءك) لو كان على قياس الحيعلة لقال: جعلف إذ اللام مقدمة على الفاء كذلك والطيقلة تكون اللام على القياس قبل القاف والله تعالى أعلم.