الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4796 21 - حدثنا سعيد بن تليد قال : أخبرني ابن وهب قال : أخبرني جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم 22 ح وحدثنا سليمان ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات بينما إبراهيم مر بجبار ومعه سارة ، فذكر الحديث ، فأعطاها هاجر قالت : كف الله يد الكافر وأخدمني آجر ، قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل مطابقته للترجمة من حيث إن هاجر كانت مملوكة وإن إبراهيم عليه السلام أولدها بعد أن ملكها فهي سرية ، واعترض عليه بعضهم بأنه إن أراد أن ذلك وقع صريحا في الصحيح فليس بصحيح ، وإنما الذي في الصحيح أن سارة ملكتها وأن إبراهيم عليه السلام أولدها إسماعيل عليه السلام ، انتهى . قلت : اعتراضه عليه بأنه إن أراد إلى آخره غير موجه ; لأن من قال إنه أراد ذلك وإنما حاصل كلامه أن في أصل الحديث اتخاذ إبراهيم هاجر سرية بعد أن ملكها فيطابق الترجمة على ما لا يخفى وقد جرت عادة البخاري مثل ذلك في أمثال ذلك .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه من طريقين أحدهما عن سعيد بن تليد بفتح التاء المثناة من فوق ، وكسر اللام وبالدال المهملة وهو سعيد بن عيسى بن تليد أبو عثمان الرعيني المصري ، يروي عن عبد الله بن وهب المصري ، عن جرير بن حازم بالحاء المهملة والزاي عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، والآخر عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد كذا في رواية الأكثرين ووقع في رواية أبي ذر عن أيوب عن مجاهد وهو خطأ ، وقال الكرماني : والأول أكثر وأصح . قلت قوله : يدل على الصحة مع القلة وليس كذلك بل هو خطأ محض .

                                                                                                                                                                                  قوله : عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وقع مرفوعا في أكثر الأصول ، وذكر أبو مسعود وخلف أنه موقوف وأبى ذلك الطرقي وغيره ووقع أيضا موقوفا في رواية أبي كريمة والنسفي وكذا ذكر أبو نعيم أنه وقع هنا للبخاري موقوفا وبذلك جزم الحميدي وساق البخاري هذا الحديث هنا مختصرا وساقه في أحاديث الأنبياء عليهم السلام في باب قول الله تعالى : واتخذ الله إبراهيم خليلا بأتم منه ، قوله : " بجبار " أي ملك حران قاله الكرماني ، وقال غيره : ملك مصر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " آجر " أي هاجر بالهمزة بدل الهاء ، وقد مر الكلام فيه هناك مستقصى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال أبو هريرة فتلك أمكم " أي هاجر أمكم يا بني ماء السماء أراد به العرب ; لأن هاجر أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام والعرب من نسله وسموا به لأنهم سكان البوادي وأكثر مياههم من المطر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية