الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
أشار به إلى قوله تعالى : nindex.php?page=treesubj&link=29027nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وأما إن كان من أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فسلام لك من أصحاب اليمين وأشار إلى أن كلمة إن فيه محذوفة ، وهو قوله : إنك من أصحاب اليمين قوله : " وألغيت إن " بالغين المعجمة من الإلغاء ، وروي وألقيت بالقاف ، وهو بمعناه . قوله : وهو معناها ، أراد به أن كلمة إن وإن حذفت فمعناها مراد ، قوله : " كما تقول " إلى قوله : " عن قليل " تمثيل لما ذكره ، أي كقولك لمن قال : " إني مسافر عن قريب أنت مصدق مسافر عن قليل " ، أي أنت مصدق أنك مسافر عن قليل ، فحذف لفظ : " إن " هنا أيضا ، ولكن معناها مراد قوله : " وقد يكون " ، أي لفظ سلام كالدعاء له ، أي لمن خاطبه من أصحاب اليمين يعني الدعاء له منهم ، كقولك فسقيا لك من أصحاب اليمين ، وانتصاب سقيا على أنه مصدر لفعل محذوف تقديره : سقاك الله سقيا ، وأما رفع السلام فعلى الابتداء ، وإن كان نكرة لأنه دعاء ، وهو من المخصصات ، ومعناه سلمت سلاما ، ثم حذف الفعل ورفع المصدر . وقيل : تعريف المصدر وتنكيره سواء ; لشموله فهو راجع إلى معنى العموم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين ، أي يسلمون عليك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي : فسلام لك رفع على معنى فلك سلام ، أي سلامة لك يا محمد منهم ، فلا تهتم لهم ; فإنهم سلموا من عذاب الله تعالى ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : مسلم لك أنهم من أصحاب اليمين ، ويقال لصاحب اليمين : إنه مسلم لك أنك من أصحاب اليمين . وقيل : سلام عليك من أصحاب اليمين . nindex.php?page=treesubj&link=34077قوله : " إن رفعت السلام " قيل لم يقرأه أحد بالنصب فلا معنى لقوله إن رفعت ، وأجيب بأن : " سقيا " بالنصب يكون دعاء ، بخلاف السلام ; فإنه بالرفع دعاء وبالنصب لا يكون دعاء .