الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3479 قال ابن جبير: العبقري عتاق الزرابي، وقال يحيى: الزرابي الطنافس لها خمل رقيق مبثوثة كثيرة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ابن جبير هو سعيد بن جبير، وهذا تعليق وصله عبد بن حميد من طريقه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عتاق الزرابي " أي: حسان الزرابي، وهو جمع عتيق، وهو الكريم الرائع من كل شيء، ووقع في رواية الأصيلي وكريمة وبعض النسخ عن أبي ذر هنا " قال ابن نمير "، والمراد به محمد بن عبد الله بن نمير شيخ البخاري فيه. وقال الكرماني: هو أولى؛ إذ هو الراوي له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وقال يحيى: قال الكرماني: " أي القطان إذ هو أيضا راوي هذا الحديث، ومر آنفا في مناقب أبي بكر، وقال بعضهم: هو يحيى بن زياد الفراء، ذكر ذلك في كتاب معاني القرآن له.

                                                                                                                                                                                  وظن الكرماني أنه يحيى بن سعيد القطان، فجزم بذلك، واستند إلى كون الحديث ورد في روايته كما تقدم في مناقب أبي بكر رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قلت: استناد الكرماني أقوى، ولا يلزم من ذكر الفراء الزرابي في كتابه أن يكون يحيى المذكور هنا هو الفراء، بل الأقرب ما قاله الكرماني؛ لأن كثيرا من الرواة يفسرون ما وقع في ألفاظ الأحاديث التي يروونها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " الطنافس " جمع طنفسة بكسر الطاء والفاء وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء - البساط الذي له خمل رقيق. والخمل بفتح الخاء المعجمة والميم بعدها لام: الأهداب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " رقيق " أي: غير غليظة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " مبثوثة " - أشار به إلى ما في قوله تعالى: وزرابي مبثوثة وفسرها بقوله: كثيرة، وقال بعضهم: هو بقية كلام يحيى بن زياد المذكور.

                                                                                                                                                                                  قلت: هذه دعوى بلا دليل، بل الظاهر أنه من كلام البخاري؛ ولهذا قال هو: ثم استطرد المصنف كعادته، فذكر معنى صفة الزرابي الواردة في القرآن في قوله تعالى: وزرابي مبثوثة وكلامه هذا يدل على أنه من كلام البخاري، وأنه يرد عليه نسبته إلى يحيى؛ فافهم!




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية