الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        ( قوله وإلا صلوها فرادى ) أي إن لم يحضر إمام الجمعة صلى الناس فرادى تحرزا عن الفتنة إذ هي تقام بجمع عظيم وروي عن أبي حنيفة أن لكل إمام مسجد أن يصلي بجماعة ، والصحيح ظاهر الرواية ; لأن أداء هذه الصلوات بالجماعة عرف بإقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يقيمها الآن من هو قائم مقامه ، فإن لم يقمها الإمام صلى الناس فرادى إن شاءوا ركعتين ، وإن شاءوا أربعا والأربع أفضل ثم إن شاءوا طولوا القراءة ، وإن شاءوا قصروا ، واشتغلوا بالدعاء حتى تنجلي الشمس كذا في البدائع ( قوله كالخسوف والظلمة والريح والفزع ) أي حيث يصلي الناس فرادى ; لأنه قد خسف القمر في عهده عليه السلام مرارا ، ولم ينقل أنه جمع الناس له ولأن الجمع فيه متعسر كالزلازل والصواعق وانتشار الكواكب والضوء الهائل بالليل والثلج والأمطار الدائمة وعموم الأمراض والخوف الغالب من العدو ونحو ذلك من الأفزاع والأهوال ; لأن ذلك كله من الآيات المخوفة والله تعالى يخوف عباده ليتركوا المعاصي ويرجعوا إلى الطاعة التي فيها فوزهم وخلاصهم وأقرب أحوال العبد في الرجوع إلى ربه الصلاة وذكر في البدائع أنهم يصلون في منازلهم ، وفي المجتبى وقيل الجماعة جائزة عندنا لكنها ليست بسنة والله أعلم .

                                                                                        [ ص: 181 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        [ ص: 181 ] قول المصنف كالخسوف إلخ ) قال العيني أطلق الشيخ الحكم فيهما ، والتفصيل فيه أن صلاة الكسوف سنة أو واجبة وصلاة الخسوف حسنة وكذا البقية ( قوله وعموم الأمراض ) قال في النهر اعلم أن كلمتهم متفقة على أنهم يصلون فرادى ويدعون في عموم الأمراض ، وهو شامل للطاعون ; لأن الوباء اسم لكل مرض عام فكل طاعون في ذلك وباء ولا ينعكس وأن الدعاء برفعه كما يفعله الناس في الجبل مشروع ، وليس دعاء برفع الشهادة ; لأنه أثره لا عينه ، وعلى هذا فما قاله ابن حجر من أن الاجتماع للدعاء برفعه بدعة يعني حسنة ، فإذا اجتمعوا صلى كل واحد ركعتين ينوي بهما رفعه ، وهذه المسألة من حوادث الفتوى . ا هـ والكلام في هذه المسألة بسطه المؤلف في الأشباه والنظائر




                                                                                        الخدمات العلمية