( كتاب إحياء الموات )
مناسبة هذا الكتاب بكتاب الكراهية يجوز أن يكون من حيث إن هذا الكتاب مشتمل على ما يكره وما لا يكره ويكفي فيها أدنى المناسبة والكلام هنا في وجوه : الأول في معناه لغة ، والثاني في معناه شرعا ، والثالث في شرطه ، والرابع في سببه ، والخامس في دليله ، والسادس في حكمه أما دليله فقوله : عليه الصلاة والسلام { } ، وأما معناه لغة قال في الصحاح والموات بالفتح ما لا روح فيه والموات أيضا الأرض التي لا مالك لها من الآدميين وفي القاموس الموات كغراب وسحاب ما لا روح فيه والأرض لا مالك لها من الآدميين . ا هـ . وشرعا ما سيأتي في عبارة المؤلف . من أحيا أرضا ميتة فهي له
تعلق البناء المقرر على الوجه الأكمل وسبب المشروعية سيأتي في حكم تملك المحيي ما أحياه قال : رحمه الله ( وهي أرض تعذر زراعتها لانقطاع الماء عنها أو لغلبته عليها غير مملوكة بعيدة من العامر ) فقوله " هي أرض " بمنزلة الجنس يشمل ما تعذر وغيره ، وقوله " تعذر " أخرج غيره فلا يكون مواتا وقوله " لانقطاع الماء عنها أو لغلبته عليها " بيان لسبب التعذر وقوله " غير مملوكة " أخرج ما كان كذلك وهو مملوك فلا يكون مواتا وقوله " بعيدة عن العامر " أخرج القريبة فلا تكون مواتا قال الشارح وهذا تفسير لموات الأرض وإنما سميت مواتا إذا كانت بهذه الصفة لبطلان الانتفاع بها تشبيها بالميت قال الشارح : وأما تفسير الحياة فظاهر قال في العناية والإحياء شرعا أن يكرب الأرض ويسقيها فإن كربها ولم يسقها أو سقاها ولم يكربها فليس بإحياء وفي الكافي لو فعل أحدهما يكون إحياء وعن ، وشرطه الإحياء البناء والغراس أو الكرب أو السقي وعن أبي يوسف : الكرب الإحياء وفي الغياثية عن محمد الكرب ليس بإحياء إلا أن يبذرها وعن محمد شمس الأئمة الإحياء أن يجعلها صالحة للزراعة وفي الخانية لو كان ذلك إحياء لذلك البعض دون غيره إلا أن يكون ما عمر أكثر من النصف في قول بنى في بعض أرض الموات أو زرع فيها وقال أبي يوسف إذا كان الموات في وسط الإحياء يكون إحياء للكل ا هـ . محمد
والإحياء لغة الإنبات سواء كان بفعل فاعل من شراء وغير ذلك لا يقال لماذا عرف المؤلف الموات دون الإحياء ، والمناسب أن يعرفهما معا ; لأنا نقول : أراد بيان الأكمل وإنما ترك تعريف الإحياء قال الشارح : لأنه ظاهر وقوله " غير مملوكة " يعني في دار الإسلام ; لأن الميت على الإطلاق ينصرف إلى الكامل وكماله بأن [ ص: 239 ] لا يكون مملوكا لأحد لأنها إذا كانت مملوكة لمسلم أو ذمي كان ملكه باقيا لعدم ما يزيله فلا يكون مواتا فإذا عرف المالك فهي له وإن لم يعرف كانت لقطة يتصرف فيها كما يتصرف في اللقطة ولو ظهر لها مالك بعد ذلك أخذها وضمن من زرعها إن نقصت بالزراعة وإلا فلا شيء عليه وقول الإمام فما كان منها عاديا مراده بالعادي ما قدم خرابه كأنه منسوب إلى عاد لخراب عهدهم وجعل القدوري من الموات ; لأن حكمه كالموات ; لأنه لا يعرف له مالك بعينه وليس هو مواتا حقيقة على ما بينا وقوله " بعيدة عن العامر " هو قول المملوك في دار الإسلام إذا لم يعرف له مالك . أبي يوسف
والبعيدة أن تكون بحيث لو لم يسمع منه فهو موات وإن كان يسمع فليس بموات ; لأن أهل العامر يحتاجون إليه لرعي مواشيهم وطرح حصائدهم فلم يكن انتفاعهم به منقطعا وعند وقف إنسان في أقصى العامر وصاح بأعلى صوته يعتبر حقيقة الانتفاع حتى لا يجوز إحياء ما ينتفع به أهل القرية وإن كان بعيدا ويجوز إحياء ما لا ينتفعون به وإن كان قريبا محمد وشمس الأئمة اعتمد قول وفي التتارخانية إذا عرف أنها كانت مملوكة في الأول ولم يعرف مالكها الآن قال القاضي أبي يوسف أبو علي السغدي عن أستاذه الحكم : إنه يجوز للإمام أن يدفعها إلى رجل ويأذن له في الإحياء فتصير لمن أحياها وفي نوادر هشام إذا لا يسع لأحد أن يحييها أو يتملكها أو يأخذ منها ترابا وفي رسالة كان بها آثار عمارة من بناء وبئر ولا يعرف مالكها الآن أبي يوسف هي لمن أحياها وليس للإمام أن يخرجها من يده وعليه فيها الخراج ، وروى لهارون الرشيد هشام عن في الكفور الخربة والأماكن الخربة إذا رفع الرجل منها التراب ، وألقاه في أرضه قال إذا كان القصور والخراب تعرف أنه من بناء قبل الإسلام فهي بمنزلة الموات لا بأس بذلك وإن خربت بعد الإسلام وكان لها أرباب لكن لا يعرفون لا يسع لأحد أن يأخذ منها شيئا ; لأنها بمنزلة دورهم ا هـ . محمد