قوله : ( طلقت ) بيان لما إذا أضاف إلى مطلق الوقت وذكرهم إن وإذا هنا بالتبعية وإلا فالمناسب لهما التعليق لا الإضافة وإنما طلقت بالسكوت لأن " متى " ظرف زمان وكذا ما تكون مصدرية نائبة عن ظرف الزمان كما في قوله تعالى : { أنت طالق ما لم أطلقك أو متى لم أطلقك أو متى ما لم أطلقك وسكت ما دمت حيا } أي مدة دوام حياتي أو مدة دوامي حيا وهي ، وإن استعملت للشرط لكن اتفق العلماء على أنها هنا للوقت ولذا نقل في فتح القدير اتفاق [ ص: 295 ] العلماء على وقوع الطلاق بالسكوت فصار حاصل المعنى إضافة طلاقها إلى زمان خال عن طلاقها وهو حاصل بسكوته قيد بقوله وسكت لأنه لو قال موصلا أنت طالق بر كما سيأتي ومثل متى حين وزمان وحيث ويوم فلو فهي طالق حين سكت وكذا زمان لم أطلقك وحيث لم أطلقك ويوم لم أطلقك إذا كان بلم الجازمة فلو كان بلا النافية نحو زمان لا أطلقك أو حين لا أطلقك بحرف لا النافية لم تطلق حتى تمضي ستة أشهر ، والفرق بين الحرفين إن لم تقلب المضارع ماضيا مع النفي ، وقد وجد زمان لم يطلقها فيه فوقع وكلمة لا للاستقبال غالبا فإن لم يكن له نية لا يقع في الحال وإنما يراد بحين ستة أشهر لأنه أوسط استعمالاته من الساعة ، والأربعين سنة وستة أشهر في قوله تعالى : { قال حين لم أطلقك ولا نية له فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } ، والزمان كالحين لأنهما سواء في الاستعمال ولو لم تطلق حتى يمضي يوم الكل من المحيط وأما حيث فهي للمكان وكم مكان لم يطلقها فيه كذا في فتح القدير فكأنه قال يوم لا أطلقك . قال أنت طالق في مكان لم أطلقك فيه
وذكر في المغني أن الأخفش جعلها للزمان أيضا فلا إشكال وقيد بما ذكر لأنه لو يقع الثلاث متتابعا لا جملة لأنها تقتضي عموم الانفراد لا عموم الاجتماع فإن لم تكن مدخولا بها بانت بواحدة فقط وقيد بمطلق الوقت لأنه لو قيده مع العدم كأن قال كلما لم أطلقك فأنت طالق وسكت طلقت كما في الإيلاء كذا في البدائع . قال إن لم تدخلي الدار سنة فأنت طالق فمضت السنة قبل الدخول