وقال ابن الجوزي : ينبغي أن يتخير ما يليق بمقصوده ، ولا يحتاج أن يذكر له ما يصلح للمحبة ، فقد قال الشاعر :
حسن في كل عين ما تود
.[ ص: 151 ] إلا أنه ينبغي في الجملة أن يتخير البكر من بيت معروف بالدين والقناعة . وأحسن ما تكون المرأة بنت أربع عشرة سنة إلى العشرين ، ويتم نسو المرأة إلى الثلاثين ، ثم تقف إلى الأربعين ، ثم تنزل . ولا يصلح من الثيب من قد طال لبثها مع رجل ، وأحسن النساء التركيات ، وأصلحهن الجلب التي لم تعرف أحدا ، وليعزل عن المملوكة إلى أن يتيقن جودة دينها وقوة ميلها إليه ، وليحذر العاقل إطلاق البصر ، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه ، وربما وقع من ذلك العشق فيهلك البدن والدين ، فمن ابتلي بشيء منه فليتفكر في عيوب النساء . قال : إذا أعجبت أحدكم امرأة فليذكر مثانتها ، وما عيب نساء الدنيا بأعجب من قوله عز وجل { ابن مسعود ولهم فيها أزواج مطهرة } وإياك والاستكثار من النساء فإنه يشتت الشمل ، ويكثر الهم . ومن التغفيل أن يتزوج الشيخ صبية ، وأصلح ما يفعله الرجل أن يمنع المرأة من المخالطة للنساء ، فإنهن يفسدنها عليه ، وأن لا يدخل بيته مراهق ولا يأذن لها في الخروج ، لا حمقاء وله .
[ ص: 150 ]