nindex.php?page=treesubj&link=22179_22169تعريف النسخ وشروطه

والنسخ لغة : يطلق بمعنى الإزالة ، ومنه يقال : نسخت الشمس الظل : أي أزالته . ونسخت الريح أثر المشي - ويطلق بمعنى نقل الشيء من موضع إلى موضع ، [ ص: 224 ] ومنه نسخت الكتاب : إذا نقلت ما فيه . وفي القرآن : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، والمراد به نقل الأعمال إلى الصحف .

والنسخ في الاصطلاح : رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي - فخرج بالحكم رفع البراءة الأصلية ، وخرج بقولنا : " بخطاب شرعي " رفع الحكم بموت أو جنون أو إجماع أو قياس .

ويطلق الناسخ على الله تعالى كقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=106ما ننسخ من آية ، وعلى الآية وما يعرف به النسخ ، فيقال : هذه الآية ناسخة لآية كذا ، وعلى الحكم الناسخ لحكم آخر .

والمنسوخ هو الحكم المرتفع ، فآية المواريث مثلا أو ما فيها من حكم ناسخ لحكم الوصية للوالدين والأقربين كما سيأتي ، ومقتضى ما سبق أنه يشترط في النسخ :

1- أن يكون الحكم المنسوخ شرعيا .

2- أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم خطابا شرعيا متراخيا عن الخطاب المنسوخ حكمه .

3- وألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيدا بوقت معين . وإلا فالحكم ينتهي بانتهاء وقته ولا يعد هذا نسخا . قال " مكي “ :

" ذكر جماعة أن ما ورد من الخطاب مشعرا بالتوقيت والغاية مثل قوله في البقرة : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ، محكم غير منسوخ ، لأنه مؤجل بأجل ، والمؤجل بأجل لا نسخ فيه .

"

nindex.php?page=treesubj&link=22179_22169تَعْرِيفُ النَّسْخِ وَشُرُوطُهُ

وَالنَّسْخُ لُغَةً : يُطْلَقُ بِمَعْنَى الْإِزَالَةِ ، وَمِنْهُ يُقَالُ : نَسَخَتِ الشَّمْسُ الظِّلَّ : أَيْ أَزَالَتْهُ . وَنَسَخَتِ الرِّيحُ أَثَرَ الْمَشْيِ - وَيُطْلَقُ بِمَعْنَى نَقْلِ الشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ ، [ ص: 224 ] وَمِنْهُ نَسَخْتُ الْكِتَابَ : إِذَا نَقَلْتَ مَا فِيهِ . وَفِي الْقُرْآنِ : nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، وَالْمُرَادُ بِهِ نَقْلُ الْأَعْمَالِ إِلَى الصُّحُفِ .

وَالنَّسْخُ فِي الِاصْطِلَاحِ : رَفْعُ الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ بِخِطَابٍ شَرْعِيٍّ - فَخَرَجَ بِالْحُكْمِ رَفْعُ الْبَرَاءَةِ الْأَصْلِيَّةِ ، وَخَرَجَ بِقَوْلِنَا : " بِخِطَابٍ شَرْعِيٍّ " رَفْعُ الْحُكْمِ بِمَوْتٍ أَوْ جُنُونٍ أَوْ إِجْمَاعٍ أَوْ قِيَاسٍ .

وَيُطْلَقُ النَّاسِخُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى كَقَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=106مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ، وَعَلَى الْآيَةِ وَمَا يُعْرَفُ بِهِ النَّسْخُ ، فَيُقَالُ : هَذِهِ الْآيَةُ نَاسِخَةٌ لِآيَةِ كَذَا ، وَعَلَى الْحُكْمِ النَّاسِخِ لِحُكْمٍ آخَرَ .

وَالْمَنْسُوخُ هُوَ الْحُكْمُ الْمُرْتَفَعُ ، فَآيَةُ الْمَوَارِيثِ مَثَلًا أَوْ مَا فِيهَا مِنْ حُكْمٍ نَاسِخٍ لِحُكْمِ الْوَصِيَّةِ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ كَمَا سَيَأْتِي ، وَمُقْتَضَى مَا سَبَقَ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي النَّسْخِ :

1- أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ الْمَنْسُوخُ شَرْعِيًّا .

2- أَنْ يَكُونَ الدَّلِيلُ عَلَى ارْتِفَاعِ الْحُكْمِ خِطَابًا شَرْعِيًّا مُتَرَاخِيًا عَنِ الْخِطَابِ الْمَنْسُوخِ حُكْمُهُ .

3- وَأَلَّا يَكُونَ الْخِطَابُ الْمَرْفُوعُ حُكْمُهُ مُقَيَّدًا بِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ . وَإِلَّا فَالْحُكْمُ يَنْتَهِي بِانْتِهَاءِ وَقْتِهِ وَلَا يُعَدُّ هَذَا نَسْخًا . قَالَ " مَكِّيٌّ “ :

" ذَكَرَ جَمَاعَةٌ أَنَّ مَا وَرَدَ مِنَ الْخِطَابِ مُشْعِرًا بِالتَّوْقِيتِ وَالْغَايَةِ مِثْلَ قَوْلِهِ فِي الْبَقَرَةِ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=109فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ، مُحْكَمٌ غَيْرُ مَنْسُوخٍ ، لِأَنَّهُ مُؤَجَّلٌ بِأَجَلٍ ، وَالْمُؤَجَّلُ بِأَجَلٍ لَا نَسْخَ فِيهِ .

"