ب- صلى الله عليه وسلم : جمع القرآن بمعنى كتابته على عهد الرسول
اتخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتابا للوحي من أجلاء الصحابة . ، كعلي ، ومعاوية ، وأبي بن كعب ، تنزل الآية فيأمرهم بكتابتها ، ويرشدهم إلى موضعها من سورتها ، حتى تظاهر الكتابة في السطور ، الجمع في الصدور . وزيد بن ثابت
كما كان بعض الصحابة يكتبون ما ينزل من القرآن ابتداء من أنفسهم ، دون أن يأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخطونه في العسب ، واللخاف ، والكرانيف ، والرقاع ، والأقتاب ، [ ص: 119 ] وقطع الأديم ، والأكتاف ، عن قال : " كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن من الرقاع “ . زيد بن ثابت
وهذا يدل على مدى المشقة التي كان يتحملها الصحابة في ، حيث لم تتيسر لهم أدوات الكتابة إلا بهذه الوسائل ، فأضافوا الكتابة إلى الحفظ . كتابة القرآن
وكان جبريل يعارض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن كل سنة في ليالي رمضان ، عن رضي الله عنهما : عبد الله بن عباس جبريل ، وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة “ . " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه
وكان الصحابة يعرضون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لديهم من القرآن حفظا وكتابة كذلك .
ولم تكن هذه الكتابة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- مجتمعة في مصحف عام ، بل عند هذا ما ليس عند ذاك ، وقد نقل العلماء أن نفرا منهم : ، علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت - قد جمعوا القرآن كله على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر العلماء أن وعبد الله بن مسعود كان عرضه متأخرا عن الجميع . زيد بن ثابت
وقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرآن محفوظ في الصدور ، ومكتوب في الصحف على نحو ما سبق ، مفرق الآيات والسور ، أو مرتب الآيات فقط وكل سورة في صحيفة [ ص: 120 ] على حدة ، بالأحرف السبعة الواردة ، ولم يجمع في مصحف عام ، حيث كان الوحي يتنزل تباعا فيحفظه القراء ، ويكتبه الكتبة ، ولم تدع الحاجة إلى تدوينه في مصحف واحد ، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترقب نزول الوحي من حين لآخر ، وقد يكون منه الناسخ لشيء نزل من قبل ، وكتابة القرآن لم يكن ترتيبها بترتيب النزول بل تكتب الآية بعد نزولها حيث يشير -صلى الله عليه وسلم- إلى موضع كتابتها بين آية كذا وآية كذا في سورة كذا ، ولو جمع القرآن كله بين دفتي مصحف واحد لأدى هذا إلى التغيير كلما نزل شيء من الوحي ، قال الزركشي : " وإنما لم يكتب في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- مصحف لئلا يفضى إلى تغييره في كل وقت ، فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته صلى الله عليه وسلم " وبهذا يفسر ما روي عن ، قال : " قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن القرآن جمع في شيء " أي لم يكن جمع مرتب الآيات والسور في مصحف واحد ، قال زيد بن ثابت : " إنما لم يجمع -صلى الله عليه وسلم- القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته ، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك ، وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الخطابي بمشورة الصديق “ . عمر
ويسمى هذا الجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أ- حفظا . ب- وكتابة : " الجمع الأول " .
"