2- البحر المحيط - لأبي حيان :
كان أبو حيان الأندلسي الغرناطي على جانب كبير من المعرفة باللغة ، وكان على [ ص: 358 ] علم واسع في التفسير ، والحديث ، وتراجم الرجال ، ومعرفة طبقاتهم ، خصوصا المغاربة ، وله مؤلفات كثيرة ، أهمها تفسيره " البحر المحيط " .
ويقع هذا التفسير في ثماني مجلدات كبار ، وهو مطبوع متداول ، ويهتم أبو حيان فيه بذكر وجوه الإعراب ، ومسائل النحو ، ويتوسع في هذا فيذكر الخلاف بين النحويين ، ويناقش ويجادل ، حتى أصبح الكتاب أقرب ما يكون إلى كتب النحو منه إلى كتب التفسير .
وينقل أبو حيان في تفسيره كثيرا من تفسير وتفسير الزمخشري ابن عطية . ولا سيما ما يتعلق بمسائل النحو ووجوه الإعراب ، ويتعقبها كثيرا بالرد .
ويحمل على أحيانا حملات قاسية ، وإن كان يشيد بما له من مهارة فائقة في تجلية بلاغة القرآن وقوة بيانه . الزمخشري
ولا يرضى أبو حيان عن اعتزاليات فينقدها ويردها بأسلوب ساخر ، ويعتمد في أكثر نقوله على كتاب " التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير " وهو لشيخه : الزمخشري جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سليمان المقدسي المعروف بابن النقيب ، ويذكر أبو حيان عنه أنه أكبر كتاب صنف في علم التفسير ، يبلغ في العدد مائة سفر أو يكاد .
"