182 - مسألة :
قوله تعالى: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وقال بعده: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا .
فالآية الأولى بالفاء وتكرار (ولا) وباللام في (ليعذبهم) وبلفظ (الحياة) والآية الثانية بالواو، وسقوط (لا) ، و(أن) موضع اللام؟
جوابه:
أن الآية الأولى ظاهرة في قوم أحياء، والثانية في قوم أموات.
وأما الفاء في الأولى فلأن ما قبلها أفعالا مضارعة تتضمن معنى الشروط كأنه قيل: إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات فلا تعجبك أموالهم، الآية.
والآية الثانية تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح [ ص: 197 ] للشرط، فناسب مجيئها بالواو.
وأما قوله تعالى: (ولا أولادهم) فلما تقدم من التوكيد في قوله: (إلا وهم) وفي قوله تعالى: (ولا يأتون) إلى (ولا ينفقون إلا) فناسب التوكيد في قوله تعالى: (ولا أولادهم) بخلاف الآية الثانية.
وأما (اللام) في الأولى و(أن) في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف، واللام للتعليل تقديره: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم بما يصيبهم من فقد ذلك، ولذلك قال: وتزهق أنفسهم وهم كافرون .
ومفعول الإرادة في الآية الثانية "أن يعذبهم" لأن الأعمال المتقدمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط ولذلك قال: وماتوا وهم فاسقون .
وأما: (الدنيا) في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولا عن إعادته ثانيا.