148 - مسألة :
قوله تعالى: لقد أرسلنا نوحا بغير واو، وفي هود: ولقد أرسلنا ؟
جوابه:
أن هنا لم يتقدمه دعوى نبوة ورد قوم مدعى ذلك عليه، فهو كلام مبتدأ، وفي هود والمؤمنين: تقدم ما يشعر بذلك [ ص: 178 ] وهو قوله تعالى: " ومن قبله كتاب موسى " الآية، فحسن العطف عليه بالواو، وتسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتخويفا لقومه بقوله تعالى: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ، " أم يقولون افتراه " الآيات.
وأما المؤمنين: فلتقدم ذكر نعمه على المكلفين بحملهم على الفلك الذي كان سببا لوجودهم ونسلهم، فعطفت عليه بالواو وبقوله: وعليها وعلى الفلك تحملون فلأنه تقدم قوله تعالى: ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق فناسب العطف عليه بقوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحا الآية.