ثم قال:
القول في النقص من الهجاء ...................................
أي: هذا القول في بيان
nindex.php?page=treesubj&link=28949_28885حكم الحروف التي نقصت من الهجاء؛ يعني حذفت من خط المصاحف العثمانية، وأكثر ما وجد الحذف في حروف المد الثلاثة التي هي الألف والواو والياء لكثرتها، وربما كان في النون الساكنة لشبهها بحروف المد; لأنه يصوت بها كحروف المد، والحذف في حروف المد -على ما سيذكره الناظم- يكون إما لاجتماع مثلين أو للاختصار، أو لوجود عوضه من ياء أو واو، والأول يكون إما لاجتماع ألفين، أو لاجتماع واوين، أو لاجتماع ياءين، وكل منها يكون أحد المثلين فيه صورة للهمزة، وغير صورة لها، وإنما تعرضوا لحكم الحروف المحذوفة من الخط; لأن اللفظ لما كان يقتضي وجودها، ولم توجد في الرسم خافوا أن يتوهم سقوطها لفظا لسقوطها رسما، فتعرضوا لحكمها رفعا لذلك التوهم،
ثُمَّ قَالَ:
الْقَوْلُ فِي النَّقْصِ مِنَ الْهِجَاءِ ...................................
أَيْ: هَذَا الْقَوْلُ فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=28949_28885حُكْمِ الْحُرُوفِ الَّتِي نَقَصَتْ مِنَ الْهِجَاءِ؛ يَعْنِي حُذِفَتْ مِنْ خَطِّ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ، وَأَكْثَرَ مَا وُجِدَ الْحَذْفُ فِي حُرُوفِ الْمَدِّ الثَّلَاثَةِ الَّتِي هِيَ الْأَلِفُ وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ لِكَثْرَتِهَا، وَرُبَّمَا كَانَ فِي النُّونِ السَّاكِنَةِ لِشَبَهِهَا بِحُرُوفِ الْمَدِّ; لِأَنَّهُ يُصَوَّتُ بِهَا كَحُرُوفِ الْمَدِّ، وَالْحَذْفُ فِي حُرُوفِ الْمَدِّ -عَلَى مَا سَيَذْكُرُهُ النَّاظِمُ- يَكُونُ إِمَّا لِاجْتِمَاعِ مِثْلَيْنِ أَوْ لِلِاخْتِصَارِ، أَوْ لِوُجُودِ عِوَضِهِ مِنْ يَاءٍ أَوْ وَاوٍ، وَالْأَوَّلُ يَكُونُ إِمَّا لِاجْتِمَاعِ أَلِفَيْنِ، أَوْ لِاجْتِمَاعِ وَاوَيْنِ، أَوْ لِاجْتِمَاعِ يَاءَيْنِ، وَكُلٌّ مِنْهَا يَكُونُ أَحَدُ الْمِثْلَيْنِ فِيهِ صُورَةً لِلْهَمْزَةِ، وَغَيْرَ صُورَةٍ لَهَا، وَإِنَّمَا تَعَرَّضُوا لِحُكْمِ الْحُرُوفِ الْمَحْذُوفَةِ مِنَ الْخَطِّ; لِأَنَّ اللَّفْظَ لَمَّا كَانَ يَقْتَضِي وُجُودَهَا، وَلَمْ تُوجَدْ فِي الرَّسْمِ خَافُوا أَنْ يُتَوَهَّمَ سُقُوطُهَا لَفْظًا لِسُقُوطِهَا رَسْمًا، فَتَعَرَّضُوا لِحُكْمِهَا رَفْعًا لِذَلِكَ التَّوَهُّمِ،