وذكر الشيخ أبو داودا رسما بتنزيل له مزيدا
أخبر أن الشيخ ذكر في كتابه الذي سماه "التنزيل" رسما مزيدا له، أي: مرسوما زاده على ما في "المقنع" و "العقيلة"؛ بمعنى أن أبا داود، وإن كان كل منها قد انفرد عن الآخر بحروف، قال ابن بشكوال في كتاب "الصلة": جملة المرسوم التي اشتمل عليها التنزيل أكثر من جملة المرسوم التي اشتمل عليها المقنع والعقيلة سكن سليمان بن أبي القاسم نجاح مولى أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله دانية وبلنسية، يكنى روى عن أبا داود، أبي عمرو وأكثر عنه، وهو أثبت الناس فيه، وعن وعثمان بن سعيد المقرئ وعن أبي عمرو بن عبد البر وذكر شيوخا غير هؤلاء، وكان من جملة المقرئين وعلمائهم، عالما بالقراءات ورواياتها، حسن الضبط لها، دينا فاضلا ثقة، له تآليف كثيرة في معاني القرآن العظيم وغيره، وكان حسن الخط، جيد الضبط، روى الناس عنه كثيرا، توفي يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر، ودفن يوم الخميس لصلاة العصر بمدينة أبي الوليد الباجي، بلنسية، واحتفل الناس لجنازته، وتزاحموا على نعشه؛ وذلك في رمضان لست عشرة ليلة خلت منه سنة ست وتسعين وأربعمائة للهجرة، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وأربعمائة [ ص: 24 ] فعمره ثلاث وثمانون سنة. ا ه.ومن أشهر كتبه "التنزيل"، ومنها: "التبيين"، وهو الذي يشير إليه في التنزيل بالكتاب الكبير.