وقوله : بشرا بين يدي رحمته ؛ و " نشرا " ؛ أيضا؛ بضم النون؛ وفتحها؛ وقرأ : " بشرا " ؛ بالباء؛ فمن قرأ : " نشرا " ؛ فالمعنى : " وهو الذي ينشر الرياح منشرة؛ نشرا " ؛ ومن قال : " نشرا " ؛ فهو جمع " نشور " ؛ و " نشر " ؛ ومن قرأ : " بشرا " ؛ فهو جمع " بشيرة " ؛ و " بشر " ؛ كما قال - جل وعز - : عاصم وهو الذي يرسل الرياح بشرا
وقوله : بين يدي رحمته ؛ أي : بين يدي المطر؛ الذي هو رحمة؛ حتى إذا أقلت سحابا ؛ أي : " حتى إذا أقلت الريح سحابا " ؛ يقال : " أقل فلان الشيء " ؛ إذا هو حمله؛ و " فلان لا يستقل بحمله " ؛ فالمعنى : " حتى إذا حملت سحابا ثقالا " ؛ و " السحاب " : جمع " سحابة " ؛ ثقالا ؛ أي : ثقالا بالماء؛ سقناه لبلد ميت ؛ و " ميت " ؛ جميعا؛ فأنـزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ؛ جائز أن يكون : " فأنزلنا بالسحاب الماء؛ فأخرجنا به من كل الثمرات " ؛ الأحسن - والله أعلم - : " فأخرجنا بالماء من كل الثمرات " ؛ وجائز أن يكون " أخرجنا بالبلد من كل الثمرات " ؛ لأن البلد ليس يخص به ههنا بلد سوى سائر البلدان. [ ص: 346 ] وقوله - عز وجل - : كذلك نخرج الموتى ؛ أي : " مثل ذلك الإخراج الذي أشرنا إليه نخرج الموتى " ؛ وقوله : لعلكم تذكرون ؛ " لعل " : ترج؛ وإنما خوطب العباد على قدر علمهم؛ وما يرجوه بعضهم من بعض؛ والله يعلم أيتذكرون أم لا.
وقوله : لعلكم تذكرون ؛ أي : لعلكم بما بيناه لكم تستدلون على توحيد الله؛ وأنه يبعث الموتى.