هذه القراءة البينة على الابتداء والخبر، وفيها وجهان آخران:
أحدهما: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم بالتنوين ويحذف فيه، مثل: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا
والوجه الآخر: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) بنصب (يوم).
حكى إبراهيم بن حميد، عن أن هذه القراءة لا تجوز؛ لأنه نصب خبر الابتداء. محمد بن يزيد
قال : ولا يجوز فيه البناء. أبو جعفر
وقال إبراهيم بن السري: هي جائزة، بمعنى: قال الله: هذا لعيسى يوم ينفع الصادقين صدقهم، أي: قاله يوم القيامة.
وقال غيره: التقدير: قال الله - جل وعز -: هذه الأشياء تقع يوم القيامة.
وقال الكسائي : بني (يوم) ههنا على النصب؛ لأنه مضاف إلى غير اسم، كما تقول: مضى يومئذ، وأنشد والفراء : الكسائي
129 - على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما تصح والشيب وازع
ولا يجيز البصريون ما قالاه إذا أضفت الظرف إلى فعل مضارع، فإن كان ماضيا كان جيدا، كما مر في البيت، وإنما جاز أن يضاف إلى الفعل ظروف [ ص: 54 ] الزمان؛ لأن الفعل بمعنى المصدر.
قال : حقيقة الحكاية (أبدا) ظرف زمان. أبو إسحاق