يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه [54]
هذه قراءة أهل المدينة وأهل الشام ، وقرأ أهل الكوفة وأهل البصرة ( من يرتد منكم ) بفتح الدال لالتقاء الساكنين ، ويجوز كسرها إلا أن الفتح اختير لأنه أخف ، وقال الكوفيون : فتح لأنه بني على التشبيه من قولك : ردا ؛ ولهذا عند فتح الفعل الماضي ويرتدد أحسن ؛ لأن الحرف الثاني قد سكن ( الفراء فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) في موضع النعت ( أذلة على المؤمنين ) نعت ، أي : يرؤفون بهم ويرحمونهم ( أعزة على الكافرين ) يغلظون عليهم ويعادونهم ، ويجوز : أذلة بالنصب على الحال - أي : يحبهم ويحبونه في هذا الحال - ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، فدل بهذا على تثبيت إمامة أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - لأنهم الذين جاهدوا في الله في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد موته ( وعلي ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ابتداء وخبر ( والله واسع عليم ) – أي : واسع الفضل عليم بمصالح خلقه - .