نداء مضاف ( لا تغلوا في دينكم ) نهي ، والغلو والتجاوز في الظلم . إنما [ ص: 509 ] المسيح رفع بالابتداء عيسى بدل منه ، وكذا ( ابن مريم ) ، ويجوز أن يكون خبر الابتداء ، ويكون المعنى : إنما المسيح ابن مريم ، فكيف يكون إلها ؟ ! هو محدث ليس بقديم ، ويكون رسول الله خبرا ثانيا فآمنوا بالله أي بأنه إله واحد خالق المسيح ومرسله ولا تقولوا ثلاثة أي ولا تقولوا : آلهتنا ثلاثة انتهوا خيرا لكم قال : ومما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره قوله : " انتهوا خيرا لكم " ؛ لأنك إذا قلت : " انته " فأنت تخرجه وتدخله في آخر ، وأنشد : سيبويه
فواعديه سرحتي مالك أو الربى بينهما أسهلا
ومذهب انتهوا يكن خيرا لكم . قال أبي عبيدة : : هذا خطأ ؛ لأنه لا يضمر الشرط وجوابه ، وهذا لا يوجد في كلام محمد بن يزيد العرب . ومذهب أنه نعت لمصدر محذوف ؛ قال الفراء علي بن سليمان : هذا خطأ فاحش ؛ لأنه يكون المعنى : انتهوا الانتهاء الذي هو خير لكم . إنما الله إله واحد ابتداء وخبر سبحانه مصدر أن يكون له ولد في موضع نصب ؛ أي كيف يكون له ولد ، وولد الرجل مشبه له ، ولا شبيه لله - جل وعز - وكفى بالله وكيلا بيان ، وإن شئت حال ، ومعنى وكيل : كاف لأوليائه .
[ ص: 510 ]