قرأ ابن كثير ( لا تسمع فيها لاغية ) بالتاء ورفع لاغية. وقرأ ونافع ابن [ ص: 212 ] محيصن ( لا يسمع فيها لاغية ) بالياء والرفع. وقرأ أبو جعفر وعاصم والأعمش وحمزة ( لا تسمع فيها لاغية ) بفتح التاء. والقراءة الشاذة ( لا تسمع فيها لاغية ) بمعنى لا تسمع الوجوه فيها، والمراد أصحابها، وقد تقدم ذكر الوجوه، والقراءة الأولى أجمعها للمعاني، والقراءة الثانية بالتذكير؛ لأن لاغية ولغوا واحد، والقراءة الثالثة لا تسمع الوجوه. والكسائي
والأقوال الأربعة منها عن : لاغية أذى وباطل. وقال ابن عباس : لاغية شتم. وقال مجاهد : لاغية باطل وتأثم. قتادة
وقال : وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعاني، أي كله لغو باطل. وقيل: لاغية على المجاز، قال أبو جعفر كما قال الأخفش سعيد الحطيئة :
560 - وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
وقال : ( لاغية ) أي حالفا بكذب. قال الفراء : وهذا القول شاذ؛ لأنه خارج عن قول أهل التفسير، ولا يطلق لأحد أن يخرج عن جملتهم في ما قالوه، وإن كان قوله محتملا. أبو جعفر