ذلك بأنه [6] الهاء كناية عن الحديث وما بعده مفسر له خبر عن أن ( كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) أي بالحجج والبراهين ( فقالوا أبشر [ ص: 443 ] يهدوننا ) فقال : يهدوننا ، ولفظ بشر واحد . تكلم النحويون في نظير هذا فقال بعضهم : يهدوننا على المعنى ويهدينا على اللفظ ، وقال : وذكر عللا في مسائل في النحو منها أن النحويين أجازوا أن يقال : جاءني ثلاثة نفر ، وثلاثة رهط ، وهما اسمان للجميع ولم يجيزوا جاءني ثلاثة قوم ولا ثلاثة بشر ، وهما عند بعض النحويين اسمان للجميع فقال المازني : إنما جاز جاءني ثلاثة نفر وثلاثة رهط لأن نفرا ورهطا لأقل العدد فوقع في موقعه . وبشر للعدد الكثير وقوم للقليل والكثير ، فلذلك لم يجز فيهما هذا وخالفه المازني في اعتلاله في بشر ووافقه في غيره فقال : بشر يكون للواحد والجميع . قال الله جل وعز ( محمد بن يزيد ما هذا بشرا ) قال : فلذلك لم يجز جاءني ثلاثة بشر ( فكفروا ) أي جحدوا أنبياء الله جل وعز وآياته ( وتولوا ) أي أدبروا عن الإيمان ( واستغنى الله ) عن إيمانهم ( والله غني ) عن جميع خلقه ( حميد ) أي محمود عندهم بما يعرفونه من نعمه وتفضله .