ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها [11]
نصب بلن عند وعند سيبويه الأصل "لا أن" وحكي عنه لا ينتصب فعل إلا بأن مضمرة أو مظهرة ، ورد الخليل ذلك بأنه يجوز : زيدا لن أضرب ، ولا يجوز : زيدا يعجبني أن تضرب؛ لأنه داخل في الصلة فلا يتقدم . قال سيبويه : وسمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول : لا يجوز عندي : زيدا لن أضرب؛ لأن "لن" لا يتصرف فلا يتقدم عليها ما كان من سبب ما عملت فيه كما لا يجوز : زيدا إن عمرا يضرب ، وكذا "لم" عنده ، وحكيت هذا لأبي إسحاق فأنكره وقال : لم يقل هذا أحد ، وزعم أن من العرب من يجزم بلن وهذا لا يعرف . "يؤخر" مهموز لأن أصله من أخر وتكتب الهمزة واوا وإن كانت مفتوحة لعلتين إحداهما أن قبلها ضمة والضمة أغلب لقوتها ، والأخرى أنه لا يجوز أن تكتب ألفا لأن الألف لا ينون قبلها إلا مفتوحا ، ومن خفف الهمزة قلبها واوا فقال : يؤخر ، فإن قيل : لم لا تجعل بين بين؟ فالجواب أنها لو جعلت بين بين نحي بها نحو الألف [ ص: 440 ] فكان ذلك خطأ؛ لأن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ( إذا جاء أجلها) على تحقيق الهمزتين ، فإن شئت خففت ، أبو عبيدة يحذف للدلالة لما كانت حركتهما واحدة وكانت الهمزة مستقلة . ( وأبو عمرو والله خبير بما تعملون ) أي ذو خبرة بعملكم ، فهو يحصيه عليكم وليجازيكم عليه . وهذا ترتيب الكلام أن يكون الخافض والمخفوض طرفا لأنهما تبيين فإن تقدم من ذلك شيء فهو ينوى به التأخير ولهذا أجمع النحويون أنه لا يجوز : لبست ألينها من الثياب؛ لأن الخافض والمخفوض متأخران في موضعهما فلا يجوز أن ينوى بهما التقديم ، وتصحيح المسألة لبس من الثياب ألينها ، فإن قدرت "ما" بمعنى الذي فالهاء محذوفة أي خبير بما تعملونه . حذفت لطول الاسم ، وإن قدرت "ما" بمعنى المصدر لم تحتج إلى حذف أي والله ذو خبرة بعملكم .