لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة [14]
نصبت "جميعا" على الحال . وقرية وقرى عند شاذ كان يجب أن يكون جمعه قراء مثل غلوة وغلاء . قال الفراء : وأنكر أبو جعفر هذا وإن يقال شاذ لما نطق به القرآن ، ولكنه مثل ضيعة وضيع جاء بحذف الألف . أبو إسحاق
وقيل : هو اسم للجميع ( أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد ) وقرأ أبو عمر ( أو من وراء جدار ) وحكي عن المكيين ( وابن كثير أو من وراء جدر ) بفتح الجيم وإسكان الدال ، ويجوز جدر على أن الأصل جدر فحذفت الضمة لثقلها . وجدر لغة بمعنى جدار ، وجدار واحد يؤدي عن جمع إلا أن [ ص: 400 ] الجمع أشبه بنسق الآية لأن قبله ( إلا في قرى ) ولم يقل : إلا في قرية ( تحسبهم جميعا ) مفعول ثان لتحسب ، وليس على الحال . ( وقلوبهم شتى ) قال : أهل الباطل مختلفة أهواؤهم مختلفة أعمالهم ، وهم مجتمعون على معاداة أهل الحق . قال قتادة : ( مجاهد وقلوبهم شتى ) لأن بني النضير يهود والمنافقين ليسوا بيهود . وفي حرف ( وقلوبهم أشت) يكون أفعل بمعنى فاعل أو يحذف منه "من" ( ابن مسعود ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) أي لا يعقلون ما لهم فيه الحظ مما عليهم فيه النقص .