فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء مع السحاب
وهذا البيت لو كان حجة لحمل على غير هذا ، وهو أن يكون يحمل على تذكير الجميع ذكر : أن سماء تكون جمعا لسماوة وأنشد هو وغيره : محمد بن يزيد
سماوة الهلال حتى احقوقفا
ويدل على صحة هذا قوله جل وعز : ( ثم استوى إلى السماء فسواهن ) [ ص: 364 ] وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق ، وتجمع على ستة أوجه منهن جمعان مسلمان ، وجمعان مكسران لأقل العدد ، وجمعان مكسران لأكثره ، وذلك قولك : سماوات وسماآت وأسم وأسمية وسمايا وسمي وإن شئت كسرت السين من سمي ، وقد جاء فيها آخر في الشعر كما قال :
سماء الإله فوق سبع سمائيا
فعلى هذا جمع سماء على سماء وفيه من الأشكال والنحو اللطيف غير شيء ، فمن ذلك أنه شبه سماء برسالة لأن الهاء في رسالة زائدة . ووزن فعال وفعال واحد ، فكان يجب على هذا أن يقول : سمايا فعمل شيئا آخر فجمعها على سماء على الأصل؛ لأن الأصل في خطايا خطاء ثم عمل شيئا ثالثا كان يجب أن يقول : فوق سبع سماء ، فأجرى المعتل مجرى السالم وجعله بمنزلة ما لا ينصرف من السالم ، وزاد الألف للإطلاق . والأرض مؤنثة ، وقد حكي فيها التذكير ، كما قال :
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
قال : وقد رد قوم هذا ، ورووا "ولا أرض أبقلت إبقالها" بتخفيف الهمزة . قال أبو جعفر ابن كيسان : في قولهم أرضون حركوا هذه الراء لأنهم أرادوا : أرضات فبنوه على ما يجب من الجمع بالألف والتاء ، قال : وجمعوه بالواو [ ص: 365 ] والنون عوضا من حذف الهاء في واحدة ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) مبتدأ وخبره أي ذلك الفضل من التوفيق والهداية والثواب فضل الله يؤتيه من يشاء أي يؤتيه إياه من خلقه ( والله ذو الفضل العظيم ) مبتدأ وخبره .