مثل الجنة التي وعد المتقون [15]
وفي معناه أربعة أقوال : قال : قال محمد بن يزيد : أي فيما يتلى عليكم ويقص عليكم مثل الجنة ، وقال يونس : مثل بمعنى صفة ومثله فيما ذكرناه ( سيبويه مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد ) قال : وكلا القولين حسن جميل وقال محمد بن يزيد : مثل الجنة كذا وفيها كذا ولهم فيها كذا ( الكسائي كمن هو خالد في النار ) أي مثل هؤلاء في الخير كمثل هؤلاء في الشر أي هؤلاء كهؤلاء . والقول الرابع عن قال : ( أبي إسحاق مثل الجنة التي وعد المتقون ) تفسير لقوله جل وعز ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) ثم فسر تلك الأنهار . فالمعنى ( مثل الجنة التي وعد المتقون ) مما قد عرفتموه في الدنيا من الجنات والأنهار جنة ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) وفي قراءة أهل مكة فيما ذكره أبو حاتم ( غير أسن) على فعل يقال : أسن الماء يأسن ويأسن أسنا وأسونا فهو آسن وأسن يأسن أسنا فهو أسن ، وتحذف الكسرة [ ص: 184 ] لثقلها فيقال : أسن ، إذا أنتن . فإن تغير قالوا أجن الماء يأجن ويأجن ( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) نعت خمر بمعنى ذات لذة ويجوز لذة نعت لأنهار ، ويجوز النصب على المصدر ، كما تقول : هو لك هبة ( كمن هو خالد في النار) الكاف في موضع رفع وهي مرافعة كمثل عند كما بينا ، وأما الكسائي فالتقدير عنده : أمن هو في هذه الجنات كمن هو خالد في النار ( الفراء وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) جمع معى وهو يذكر ويؤنث . وروى أبو أمامة الباهلي وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) قال : "إذا قرب منه تكرهه ، وإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ولحم وجهه فيه ، فإذا شربه قطع أمعاءه وخرج من دبره" . عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله جل وعز (