فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب [4]
مصدر . أي فاضربوا الرقاب ضربا ، وقيل : هو على الإغراء "هذا قول " . ( الفراء حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ) أي لئلا يهربوا أو يلحقكم منهم مكروه . والإثخان المبالغة بالضرب مشتق من قولهم : شيء ثخين أي متكاثف . ( فإما منا بعد وإما فداء ) مصدران وحذف الفعل لدلالة المصدر عليه ولأنه أمر . والفداء يمد ويقصر عند البصريين . وأما فحكى أنه ممدود إذا كسر أوله ومقصور إذا فتح أوله وحكى : قم فدى لك . ( الفراء حتى تضع الحرب أوزارها ) أهل التفسير على أن المعنى حتى يزول الشرك والضمير عند يحتمل معنيين : أحدهما حتى تضع الحرب أوزارها أي آثامهم ، والمعنى الآخر أن يعود على الحرب نفسها . قال الفراء : الحرب في كلام العرب مؤنثة ، ويصغرونها بغير هاء فيقولون : حريب ، ومثلها قوس وذود يصغران بغير هاء سماعا من العرب ( أبو جعفر ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ) "ذلك" في موضع رفع أي الأمر ذلك أنه لو شاء الله لانتصر منهم ، ولكنه أراد أن يثيب المؤمنين ، وكانت الحكمة في ذلك ليقع الثواب [ ص: 180 ] والعقاب . وقد بين ذلك جل وعز بقوله ( ولكن ليبلو بعضكم ببعض ) ( والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) هذه قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم والأعمش وحمزة ، وقرأ والكسائي عاصم الجحدري ( والذين قتلوا في سبيل الله) وقرأ أبو عمرو ( قتلوا) وعن والأعرج أنه قرأ ( قتلوا) مشددة . قال الحسن : والقراءة الأولى عليها حجة الجماعة ، وهي أبين في المعنى وقد زعم بعض أهل اللغة أنه يختار أن يقرأ "قاتلوا" لأنه إذا قرأ "قتلوا" لم يكن الثواب إلا لمن قتل ، وإذا قرأ قتلوا لم يكن الثواب إلا لمن قتل ، وإذا قرأ "قاتلوا" عم الجماعة بالثواب . وهذه لعمري احتجاج حسن ، غير أن أهل النظر يقولون : إذا قرئ الحرف على وجوه فهو بمنزلة آيات كل واحدة تفيد معنى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أبو جعفر . "أوتيت جوامع الكلم"