هذه قراءة المدنيين والبصريين ، وكذا في مصاحفهم ، وقرأ حمزة والكسائي إحسانا ، وروي عن عيسى بن عمر أنه قرأ ( حسنا) بفتح الحاء والسين فأما "حسنى" بغير تنوين فلا يجوز في العربية لأن مثل هذا لا تنطق به العرب إلا بالألف واللام الفضلى والأفضل والحسنى والأحسن . وإحسان مصدر أحسن وحسنا بمعناه ، وحسن على إقامة النعت مقام المنعوت أي فعلا حسنا وينشد بيت زهير :
يطلب شأو امرأين قدما حسنا فاقا الملوك وبذا هذه السوقا
أي فعلا حسنا . وهذا مثل هذه القراءة . ( حملته أمه كرها ووضعته كرها [ ص: 164 ] هذه قراءة حمزة ، وهي مروية عن والكسائي ، وقرأ الحسن أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة ( كرها ) بفتح الكاف . وعارض ونافع هذه القراءة بما لو صح لوجب اجتنابها؛ لأنه زعم أن الكره الغضب والقهر ، وأن الكره المكروه ، واحتج بأن الجميع قرءوا "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها" ، وذكر أن بعض العلماء سمع رجلا يقرأ ( أبو حاتم السجستاني حملته أمه كرها ووضعته كرها ) فقال : لو حملته كرها لرمت به يذهب إلى أن الكره القهر والغضب . قال : في هذا طعن على من تثبت الحجة بقراءته ، وحكايته عن بعض العلماء لا حجة فيها لأنه لم يسمه ولا يعرف ، ولو عرف لما كان قوله حجة ، إلا بدليل وبرهان . والحجة في هذا قول من يعرف ويقتدى به . إن الكره والكره لغتان بمعنى واحد بل قد روي عن محمد بن يزيد أنه قال : الكره أولى لأنه المصدر بعينه . وقد حكى الخليل أبو جعفر رحمهما الله أن كل فعل ثلاثي فمصدره فعل ، واستدلا على ذلك أنك إذا رددته إلى المرة الواحدة جاء مفتوحا نحو قام قومة ، وذهب ذهبة ، فإذا قلت : ذهب ذهابا فإنما هو عندهما اسم للمصدر لا مصدر . وكذلك الكره اسم للمصدر والكره المصدر . ( وسيبويه وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) التقدير وقت حمله مثل "واسأل القرية" وقرأ أبو رجاء الجحدري ( وحمله وفصله) فرويت عن وعاصم الحسن بن أبي الحسن واحتج [ ص: 165 ] للقراءة الأولى بالحديث "لا رضاع بعد فصال" وأبين من هذه الحجة أن فصالا مصدر مثل قتال . وهذا الفعل من اثنين لأن المرأة والصبي كل واحد منهما ينفصل من صاحبه فهذا مثل القتال ، وإن كان قد يقال : فصله فصلا وفصالا ( أبو عبيد حتى إذا بلغ أشده ) جمع شدة عند مثل نعمة ، وقد ذكرناه بأكثر من هذا . سيبويه
( إني تبت إليك وإني من المسلمين ) الأصل أنني حذفت النون لاجتماع النونات .