ومن أحسن قولا [33]
منصوب على البيان . وقد ذكرنا فيه أقوالا فمن أجمعها ما قاله قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن اتبعهم إلى يوم القيامة إلا أن الحديث عن الضحاك رضي الله عنها فيه توقيف أن هذه الآية نزلت في المؤذنين ، وهي لا تقول إلا ما تعلم أنه كما قالت؛ لأن مثل هذا لا يؤخذ بالتأويل إذا قيل نزل في كذا ، كما قرئ على عائشة أبي بكر محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف القطان عن قال : حدثنا وكيع عبيد الله بن الوليد عن محمد بن نافع عن قالت : نزلت في المؤذنين يعني قوله [ ص: 61 ] تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) . وقرئ على عائشة أحمد بن محمد الحجاج عن يحيى بن سليمان عن قال : حدثنا وكيع عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ومحمد بن نافع عن في هذه الآية قالت : نزلت في المؤذنين عائشة ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين قال يحيى بن سليمان : وحدثنا حفص بن عمر قال : حدثنا الحكم بن أبان عن يرفعه قال : عكرمة أول من يقضى له بالرحمة يوم القيامة المؤذنون وأول المؤذنين مؤذنو مكة ، قال : والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة والمؤذنون إذا خرجوا من قبورهم أذنوا فنادوا بالأذان والمؤذنون لا يدودون في قبورهم . قال : وقال عكرمة رحمه الله قال : ما أبالي لو كنت مؤذنا أن لا أحج ولا أعتمر ولا أجاهد في سبيل الله عز وجل ، قال : وقالت الملائكة عليهم السلام لو كنا نزولا في الأرض ما سبقنا إلى الأذان أحد ، وبإسناده عن عمر بن الخطاب في قوله جل وعز عكرمة ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله يعني المؤذنين (وعمل صالحا) قال : صلى وصام . قال يحيى بن سليمان : وحدثنا جرير عن فضيل بن أبي رفيدة قال : قال لي عاصم بن هبيرة ، وكان من أصحاب وكنت مؤذنا : إذا فرغت من الأذان وقلت لا إله إلا الله فقل وأنا من المسلمين ثم قرأ هذه الآية ابن مسعود ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين . إنني على الأصل ، ومن قال : "إني" حذف لاجتماع النونات ، والتقدير عند جماعة من أهل العربية وقال إنني مسلم من المسلمين ، وكذا قال هشام في وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين
[ ص: 62 ] أي ناصح من الناصحين . وقال بعض أهل النظر دل هذا من قوله جل وعز أنه حسن أن يقول أنا مسلم بلا استثناء أي قد استسلمت لله جل وعز وقبلت أمره فحكم لي بأني مسلم .